ترك برس
أصبحت تجربة نجاح الخطوط الجوية التركية، الأولى في أوروبا، قضية للدراسة في واحدة من أفضل الجامعات في العالم، كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد (HBS) يوم الثلاثاء.
وتستكشف دراسة الحالة "الخطوط التركية: وسّع عالمك" تحول الشركة من فاعل إقليمي إلى قوة عالمية في صناعة الطيران الدولي، كما تناقش نموها السريع والمربح في قطاعها.
وقام بإعداد دراسة الحالة عضو الهيئة التدريسية في كلية الأعمال بجامعة هارفارد البروفسور جوان ألجاجير والمدير التنفيذي لمركز أبحاث إسطنبور أسيل جيكين.
تقول دراسة الحالة: "تشير تنبؤات القطاع إلى احتمال وصول النمو في حركة المسافرين والقدرة الاستيعابية إلى 7 في المئة في عام 2016. فيما تخطط الخطوط الجوية التركية إلى تحقيق نمو في القدرة الاستيعابية بنسبة 21 في المئة ونمو في عدد المسافرين بنسبة 18 في المئة في عام 2016".
وتضيف: "ستتضاعف حركة مرور المسافرين من أوروبا عبر إسطنبول إلى الشرق الأوسط وآسيا، ومن أمريكا الشمالية عبر إسطنبول إلى الشرق الأوسط ثلاث مرات في العشرين سنة المقبلة. وبالنظر إلى ذلك، يتوقع أن تواصل الخطوط الجوية التركية نموها في هذه الفترة".
وقد حاضر نائب رئيس الخطوط الجوية التركية والرئيس التنفيذي لها تَمَل كوتيل، الذي صنّفته مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو" أفضل مدير تنفيذي في تركيا، أمام طلاب السنة الثانية في تخصص ماجستير الإدارة الأعمال بأحد صفوف كلية هارفارد للأعمال في مدينة بوسطن يوم الثلاثاء.
وقال كوتيل: "منذ عشر سنوات، كانت الخطوط الجوية التركية تعد شركة إقليمية. واليوم، إننا واحد من أكبر شركات الطيران في العالم، نقدم خدمة الوصول إلى 287 وجهة حول العالم للمسافرين بهدف الأعمال أو السياحة. نقدم لمسافرينا أكبر عدد من الخيارات من الدول والوجهات الدولية".
وتابع كوتيل قائلا: "انتقلنا في فترة زمنية قصيرة من شركة نقل محلي إلى خطوط جوية دولية تقدم خدماتها في 113 دولة، وأنا أشعر بالفخر حقا لنيلي هذه الفرصة اليوم لمشاركة قصة نجاحنا ورحلتنا مع هذه العقول الشابة والذكية في هارفارد".
أفضل خطوط جوية في أوروبا لخمس سنوات
بعد حديثه في كلية هارفارد للأعمال، أخبر كوتيل وكالة أنباء الأناضول بأن عامي 2004 و2006 كانا مهمين جدًا لبداية نجاح الشركة.
في عام 2004، بدأت الخطوط الجوية التركية التي كانت شركة عامة في ذلك الوقت رحلات طيران إلى 24 وجهة جديدة في الشرق الأوسط. وبالنظر إلى موقع تركيا المهم بين أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، فقد استغلت الشركة إسطنبول كمركز طبيعي لمسافري الترانزيت.
وقال كوتيل: "هذه الخطوط الأربعة والعشرين غيرت مصيرنا. ففي عام 2004 زاد عدد مسافرينا من مليون إلى 14 مليون مسافر". ويضيف: "وبعد تخصيص الخطوط الجوية التركية في عام 2006 تغير كل شيء".
وفي إشارة له إلى أن دراسة الحالة للخطوط الجوية التركية هي الأولى لشركة تركية في كلية هارفارد للأعمال، قال كوتيل إن طلاب ماجستير إدارة الأعمال في هارفارد دُهِشوا من النجاح السريع للخطوط الجوية التركية.
وأضأف: "هم يدركون أن موقع إسطنبول رئيسي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. وقد كانوا مدركين أن المطار الجديد في إسطنبول سيقوي هذا الموقع. وأكثر ما أثار إعجابهم كان كيفية نمو شركة الطيران الإقليمية الصغيرة ست أضعاف لتصبح أفضل خطوط طيران في أوروبا لخمس سنوات متتالية".
وأشار إلى أن بعض أسباب نمو الخطوط التركية التي أشار إليها هي "العمل الدؤوب، والنمو في الاقتصاد التركي، وانفتاح السياسة الخارجية التركية على أفريقيا".
الخطوة القادمة: النمو في الأمريكتين وآسيا
ذكر كوتيل أن الخطوط التركية صنفت في المرتبة 13 بين شركات الطيران في العام في عام 2014 وفي المرتبة 11 في 2015، مشيرا إلى أنها ستكون في نهاية هذا العام في المرتبة الثامنة.
وقال: "نعدف إلى رفع عدد الرحلات في الأمريكتين وآسيا. كما رفعنا عدد وجهاتنا في أفريقيا من 4 إلى 48 رحلة، ونسعى إلى نفس الهدف في أمريكا. وستكون أمريكا اللاتينية أفريقيا الجديدة لنا".
وفي تعليق له على أهمية سوق أمريكا اللاتينية لتركيا بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدبلوماسية إلى دول أمريكا الجنوبية، قال كوتيل: "سيتبع هذه الزيارة زيارات لمسؤولين ورجال أعمال".
وأشار كوتيل إلى أن عدد رحلات الخطوط التركية إلى نيويورك وصل إلى 3 رحلات يوميا بعد أن كان 4 رحلات أسبوعيا، مضيفا أن من المقرر كذلك زيادة عدد الرحلات إلى كل من لوس أنجيليس وسان فرانسيسكو وواشنطن وهيوستن وبوسطن وتشيكاغو.
وتشمل الوجهات الجديدة للخطوط الجوية التركية حسبما أوضح كوتيل كلا من أطلنطا وبوغاتا وهافانا وكاراكاس ومكسيكو سيتي، مضيفا أن من المخطط أن يتم زيادة عدد الرحلات إلى كوالالمبور وتايبيه التي تصلها رحلتان من الخطوط التركية.
وأكد كوتيل أن بإمكان الخطوط الجوية التركية الآن تسهيل رحلاتها البعيدة والقصيرة على حد سواء، مضيفا: "سترون عددا من التحركات الأخرى للخطوط الجوية التركية في الصين والولايات المتحدة الأمريكية".
"عليك أن تحلم في كل يوم"
إحدى أهم هذه الخطوات الأخيرة كانت في يوم الأحد الماضي. في أكثر حدث متابع على التلفاز في الولايات المتحدة الأمريكية، مباراة البطولة في دوري كرة القدم الأمريكية، أصبحت الخطوط الجوية راعيا للبرنامج الذي يسبق المباراة على شبكة "سي بي أس" الأمريكية" التي استضافت مباراة "سوبر بول 50".
علاوة على ذلك، أصبحت الشركة راعيا للفيلم الذي طال انتظاره من إنتاج شركة "وارنر براذرز بيكتشرز"، "باتمان ضد سوبرمان"، ومثل بطل الفيلم بين آفليك في إعلاناتها التي بثّتها الشاشات قبل مباراة سوبر بول 50 يوم الأحد.
قال كوتيل: "يجب أن يكون لديك في الخطوط الجوية التركية في كل يوم حلم جديد"، مشيرا إلى أهمية خلق العلامة التجارية في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية وآسيا.
وأشار إلى أن الخطوط الجوية التركية تملك الآن العلامة التجارية ذات القيمة الأعلى بين كل الخطوط الجوية في العالم بعد الخطوط الإماراتية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!