ترك برس
السلطان محمود الثاني هو ابن السلطان عبد الحميد الأول. تميّز بالشجاعة والصبر والإرادة القوية. وكان خطاطًا وشاعرًا، وكان يعزف الناي أيضا.
ولد السلطان محمود الثاني في عام 1785 في قصر "توب كابي" بإسطنبول. وأطلق عليه لقب "عدلي" الذي استخدمه طوال حياته. وعندما توفي والده السلطان عبد الحميد الأول كان عمره أربع سنوات. وقد اهتم به السلطان سليم الثالث كثيرًا بعد توليه العرش العثماني وعامله كابنه الحقيقي.
ودرس السلطان محمود في مدرسة بقصر توب كابي، وغالبا كان يناقش السلطان سليم الثالث عن السياسة والأزمات الدبلوماسية. تولى السلطان محمود الثاني العرش العثماني في عام 1808 وهو ابن أربعة وعشرين عاما بعد عزل أخيه السلطان مصطفى الرابع عن العرش عقب 13 شهرا.
كان السلطان محمود يحب وطنه كثيرا ولذلك كان يستغل كل فرصة للقيام بأعمال هامة، ومن بعضها أنه بنى الكثير من المدارس الجديدة. وفي عهده شيدت البنايات الحديثة، كما جددت مساجد إسطنبول كلها بناء على أوامره. كما بنى جسر "أون قاباني" والذي تغير اسمه إلى "جسر أتاتورك" اليوم على خليج القرن الذهبي إلى الشمال من جسر غلطة. وأنشئت في عصره المدرسة الشرعية الإسلامية في مكة المكرمة، وجدد بناء المسجد الأقصى. وأصدر نقودا جديدة، ونظم البريد ووضع أسس الحجر الصحي وأمر ببناء مئات السفن.
الواقعة الخيرية
تعد الفرقة الانكشارية أقوى وأعظم طائفة عسكرية في الجيش العثماني وحتى في العالم في زمانها، وكان يشتهر جنود الانكشارية بالشجاعة والصبر في القتال. ومنذ تأسيسها لم يخرج الانكشارية إلى الحروب إلا برفقة السلطان العثماني، وبمساعدة من هذه الفرقة وسعت الدولة العثمانية حدودها بسرعة.
ورأى السلطان محمود الثاني حاجة لتطوير الجيش العثماني وضرورة لتحديث كل فرقته وأسلحته وإدخال نظام جديد في فرقة الانكشارية، ولكن الانكشارية رفضوا التجديد وتمردوا ضد السلطة.
وفي عام 1826 ألغى السلطان محمود الثاني بموافقة كل من كبار ورجال الدولة والمفتي نظام وفرقة الانكشارية، ودعا الشعب إلى قتال الانكشارية ونتيجة ذلك سقط ستة آلاف جندي انكشاري.
توفي السلطان محمود الثاني في عام 1839، ودفن في قصر "أسماء سلطان" بمنطقة جاغال أوغلو بإسطنبول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!