ترك برس
رأى الإعلامي السوري، فيصل القاسم، مقدّم برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة القطرية، أن المخطط الأمريكي الروسي لإنشاء دولة كردية تهدد إيران وتركيا والعراق، هو السبب وراء التقارب المفاجئ بين أنقرة وطهران.
وأشار القاسم في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي، فيس بوك، إلى اعتراف الرئيس الإيراني حسن روحاني، بوجود خلافات حادة مع روسيا في سوريا، وأن بلاده لا توافق على تصرفات موسكو.
وأوضح القاسم في تغريدته قائلًا: "هل تعلمون سبب التقارب الايراني التركي المفاجئ؟، الايرانيون والاتراك يخشون من المخطط الامريكي الروسي لإنشاء دولة كردية تهدد ايران وتركيا، والعراق، لاحظوا ان الرئيس الايراني اعترف اليوم بوجود خلافات حادة مع روسيا في سوريا وان طهران لا توافق على ما تفعله موسكو في سوريا".
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أكد خلال زيارته الرسمية الأخيرة في إيران، على أن البلدين تمتلكان وجهات النظر ذاتها حيال وحدة الأراضي السورية، وذلك ردا على الإدعاءات المختلفة في الإعلام العالمي بخصوص تقسيم سوريا لأكثر من دولة، وقال، "أنا واثق أن تركيا وإيران وباقي الدول المنطقة متفقة حيال وحدة الأراضي السورية ومنع تقسيمها".
وشدد رئيس الوزراء التركي على أهمية سعي الجانبين لاستمرار وقف إطلاق النار في سوريا، تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام وتأسيس مرحلة جديدة في الحياة السياسية بسوريا.
وأضاف داود أوغلو أن "تركيا هي البوابة التي تنفتح منها إيران على أوروبا، بالمقابل تعتبر إيران بمثابة البوابة التي تنفتح منها تركيا على دول شرق آسيا، وهذه الخصائص تمنحنا قدرات هائلية في مجال النقل. لافتا إلى أنه أجرى مع المسؤوليين الإيرانيين تقييما حول مجالات الطرق البرية، والسكك الحديدية، والنقل الجوي، مؤكدا على أن الجانبين اتفقا على إجراء مشاريع هامة في كافة مجالات النقل بين البلدين.
في سياق متصل، اعتبر الكاتب والمحلل محمد زاهد جول، في مقال له بعنوان "ماذا تريد تركيا من إيران في سوريا والمنطقة؟"، أن "توترات المنطقة هي السبب الأصلي للتوتر التركي الإيراني بصفته الثانية، وإلا فإن العلاقات التركية الإيرانية كان يمكن أن تكون ممتازة لولا ما يثار من قبل إيران من سياسات خاطئة أدت إلى حالة عدم الاستقرار في المنطقة أولاً، وإلى استدعاء القوات الأجنبية بدعوة من إيران نفسها ثانياً، عندما لم تستطع إيران معالجة المشاكل التي أوجدتها في المنطقة لوحدها، وظنت أن من جاؤوا لمساعدتها سيكونون مخلصين لها، أو على الأقل متعاونين معها، في حين هم جاؤوا من أجل مصالحهم الخاصة، حتى لو كانت على حساب استقرار المنطقة بما فيها استقرار إيران أيضاً، وهو ما أثار مخاوف إيران وجعلها تحتاج إلى القيادة التركية لمعالجة مشاكل المنطقة بما لا يعود على دول المنطقة بالخسارة ولا الانهيار ولا التقسيم، سواء في الدول العربية التي استدعت إيران أمريكا وروسيا لتساعدها في السيطرة عليها، أو لتقسيم باقي الدول بما فيها إيران أو السعودية أو تركيا أو غيرها".
وأضاف جول "لقد استدعت إيران أمريكا لمحاربة العراق واحتلاله عام 2003، وهي تظن أنها تنتقم من الحكومة العربية العراقية أيام صدام حسين، وقد شاركت إيران أمريكا في احتلال العراق، وعملت على أن ترث أمريكا في العراق بغض النظر عن المسميات الأمريكية الجديدة لنظام الحكم العراق، الذي أنتجه الاحتلال الامريكي بتقسيم العراق بدستور المحاصصة بين الطوائف والقوميات، ثم قدمت إيران السلاح والدعم لمقاتلي القاعدة الفارين من أفغانستان لخوض معركة جديدة ضد الاحتلال الأمريكي في العراق على أمل أن يصفو العراق لحكمها وسلطانها وحدها بعد أن دمر لها الاحتلال الأمريكي الجيش العراقي والحكم العربي فيها، ظانة إيران أن أمريكا غافلة عنها، مثل الدول العربية التي بقيت غائبة عن العراق لأكثر من عشر سنوات من التدمير الإيراني الممنهج في العراق، ولكن أمريكا كانت وهي تحارب القاعدة في العراق تدرك أن تسليم كامل العراق لإيران وحدها ليس في مصلحتها، ولذلك عملت أمريكا على إدامة حالة عدم الاستقرار في العراق، وسمحت بتقديم الدعم للعراقين العرب والأكراد، وبالأخص من أهل السنة قبل غيرهم بالقدر الذي تريده أمريكا، فالمصلحة الأمريكية أن يبقى العراق في حالة اضطراب وقتال بين أبناء الشعب العراقي، أي أن كل ما جرى ويجري في العراق هو بسبب أخطاء وأطماع التخطيط الإيراني، وعدم قدرته على مجاراة أمريكا في تدمير العراق والسيطرة عليه لوحدها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!