محمد حامد - ترك برس
حث معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الولايات المتحدة على دعم عمل عسكري لما تسمى قوات المعارضة الكردية للاستيلاء على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة "داعش" في شرق سوريا بشرط أن تحصل العملية على موافقة تركيا التي ستعارض تنفيذ مثل هذه الخطوة.
وجاء في ورقة تقدير موقف أعدها أودي ديكيل مدير المعهد إن الولايات المتحدة الأمريكية إذا أرادت تعزيز نفوذها في تشكيل مستقبل سوريا، فإن عليها تشكيل تحالف عسكري فعال من الجيش السوري الحر وقوات سوريا الديمقراطية " فسد " والجيش السوري الجديد الذي نشأ بدعم أمريكي اردني، على أن يكون أول اختبار لهذا التحالف هو السيطرة على مدينة الرقة.
وقدم ديكيل عددا من التدابير التي يتعين على الولايات المتحدة اتخاذها من أجل نجاح هذه الخطوة أبرزها التنسيق مع روسيا التي تدعم الأكراد بهدف استفزاز تركيا، ولا تعارض السيطرة الأمريكية على شرق سوريا، وفي المقابل تعترف أمريكا بالمصالح الروسية في منطقة الساحل السوري.
وأضاف أن على أمريكا أن تتعهد بأن الأسد لن يبقى فى السلطة من أجل ضمان الحصول على تأييد الدول السنية وأهمها تركيا والسعودية، وأن ينقل مركز الثقل في المعارك إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، وتشكيل حكومة ظل يمكن أن تكون أساسا لحكومة انتقالية وبديلا لحكم الأسد على أن تستبعد منها التنظيمات السلفية الجهادية.
ونوه ديكيل إلى أن تركيا تمثل العائق الرئيس امام نجاح هذه الخطة، لأنها ترى في قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مليشيات كردية مسلحة جماعة إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني، وتنفذ أجندة النظام السوري، ومن ثم لابد من البحث في كيفية تقليل المخاوف التركية المتعلقة بتزايد قوة الأكراد.
وأوضح أن الحوافز التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لتركيا لكي تتخلى عن رفضها لهذا المقترح أقل من الضرر الذي سيلحق بالأخيرة إذا وافقت على تلك الخطة، كما أن تركيا ستعارض سيطرة أي تنظيم كردي على المعابر بين تركيا وسوريا. ولذلك فإن إقناع تركيا بالتخلي عن معارضتها للخطة لن يتأتى إلا عبر طلب شخصي من أوباما للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكي لا يقوض العملية العسكرية.
وخلص التقرير إلى أن سيطرة التحالف المعارض على عاصمة تنظيم داعش تمثل تغيرا في التوجه وتحديا لما يروجه الأسد من أنه البديل الوحيد لداعش والجماعات الإرهابية الجهادية، مضيفا أن دعم الولايات المتحدة لهذا التحالف من الناحية العسكرية والسياسية من شأنه أن يعزز الثقة في أمريكا من جانب حلفائها في الشرق الأوسط، ويساعد في تكوين جبهة سياسية موحدة في أي مفاوضات مستقبلية حول الفترة الانتقالية في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!