مصطفى كارت أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
هل تعرفون آخر الأخبار؟ لقد قام حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا - الذراع الناشط للمنظمة الإرهابية حزب العمال الكردستاني - بإعلان "كانتونات" في منطقة تل أبيض المقابلة لمدينة شانلي أورفه.
ولكن وكالة الأنباء (آن ها) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي أعلنت بأنها حكم ذاتي وليست كانتونات. وحسب الوكالة هذا القرار تم أخذه من قبل مجلس الشيوخ في تل أبيض.
فقبل هذا مهدت أمريكا لهذا المشروع فقامت بضرب مواقع داعش بالطائرات الجوية وأجبرته على التراجع، فدخلت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي بدل منه بعد نزوح السكان العرب والعشائر الكردية والتركمانية التي لم تعلن الموالاة له والمتواجدة هناك، بعد ذلك يتم الإعلان عن الكانتونات.
مثال: نشرت صحيفة الأهرام المصرية بتاريخ 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 مفاده أن "قوات حزب الاتحاد الديمقراطي قامت بعملية تطهير عرقية على أطراف منطقة كوباني (عين العرب)". وحسب أقوال الصحيفة أيضًا؛ أن الأحزاب الكردية الأخرى غير الموالية للحزب في سوريا أكدت هذا الخبر. وكان تحالف القوى الثورية المؤلف من أحد عشر حزب كردي معارض قد وجه عدة اتهامات لحزب الاتحاد الديمقراطي تدور حول الأمور التالية: "قام حزب الاتحاد الديمقراطي في عين العرب وباقي المناطق بعمل اتفاق مع بشار الأسد وإيران يهدف لتأسيس دولة كردية في تلك المناطق، فطردت المعارضة الكردية و250 ألف عربي من المنطقة. وباقي القرى التي قاومت تم التنازل عنها لصالح داعش".
- في 14 حزيران/ يونيو، قام حزب الاتحاد الديمقراطي بإفراغ القرى التركمانية التابعة لمدينة تل أبيض مثل: قرية همام، دادلر، بابيل هوا، وبلال تشته وقرية سيرت. في ذلك الوقت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيف راثكي: "قمنا بإيصال تخوفاتنا لحزب الاتحاد الديمقراطي نتيجة أعمال التعدي وخرق معاهدات حقوق الإنسان التي قام بها تجاه الأحزاب الكردية الأخرى المنافسة له".
- في 15 حزيران، صرحت المعارضة السورية المكونة من 15 فصيل في بيان صحفي: " لقد قامت قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بمساعدة التحالف الدولي بعملية تطهير عرقية ومذهبية في المنطقة الغربية من مدينة الحسكة ومنطقة تل أبيض وإجبار السكان على ترك قُراهم والرحيل".
- في 23 حزيران 2015، صرح السفير الأمريكي جون باص لإذاعة (ستار) قائلًا: "نحن ضد أعمال العنف القائمة في شمال سوريا والتي تهدف لتغير ديمغرافية المنطقة بشكل دائم".
- في 7 آب/ أغسطس، أيد هذا الكلام دبلوماسي أوروبي قائلًا: "حزب الاتحاد الديمقراطي ليس حليفنا، ونحن لن نسمح له باستغلال التعاونات المشتركة بيننا وبينهم ضد تنظيم داعش الإرهابي في تغيير ديمغرافية المنطقة.
- في 13 أيلول/ سبتمبر، قامت لجنة من منظمة العفو الدولية بزيارة 14 قرية وبلدة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ونشرت التقرير التالي: "يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب بارتكاب جرائم حرب. حيث قامت هذه الأطراف في شهر شباط/ فبراير 2015 بالاستيلاء على المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش وقامت بإطلاق النيران على الأهالي وتهديدهم بالقتل وإجبارهم على ترك المنطقة: "إن لم تتركوا المنقطة سنقوم بإبلاغ قوات التحالف الدولي على أنكم إرهابيين، وسيقومون بضربكم بالطائرات" هذا ما كانت تهدد به المدنيين. وبعض المناطق التي لم تتأثر بهذه التهديدات قاموا بترحيلهم قسرًا. هذا بالتأكيد مخالف لحقوق الإنسان المنصوص عليها دوليًا، فما تقوم به قوات حماية الشعب من خلال استغلال سلطاتها هناك في هدم بيوت المدنيين وقراهم عمدًا وقتل الأبرياء ما هو إلا استخفاف بالقوانين الدولية بشكل وقح". تعقيبًا على التقرير الصادر قال المتحدث الرسمي باسم نائب الأمين العام للأمم المتحدة: " يجب علينا أن نأخذ التقرير الصادر بعين الاعتبار ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام القضاء".
- في 21 أيلول، نشرت الأمم المتحدة تقريرها بخصوص سوريا: "لقد قامت قوات حماية الشعب في بعض المناطق في سوريا بعمليات نهب وسلب وتدمير كبيرة".
هكذا يتم تسيير المشروع؛ يقول رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم: "إن هذا هو قرار الشعب".
أي شعب؟
الشعب الذي هُجّر بالقوة جراء العنف؟ أم الشعب الهارب من الموت؟
هل كان هناك قرار لمئات الآلاف والمهجّرين من كوباني وتل أبيض في قرار تأسيس الكانتونات هذه؟
الحقيقة أن حزب الاتحاد الديمقراطي يقوم بدور "المُشاة" للأمريكيين. وحسب آخر الأخبار فإن وظيفة حملته الجديدة ستكون في الرقة مركز داعش.. لكن حزب العمال الكردستاني يتهرب من هذا ويساوم أمريكيا على أن يتوجه ذراعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي نحو الغرب ودخول جرابلس. تقع جرابلس على المقابل من كاركامش المدخل الحدودي، حيث تُريد تركيا تحريرها من داعش والعمل على إدخال الجيش السوري الحر.
لنرى ماذا سيكون موقف أمريكا الآن، حليفها الاستراتيجي أم حزب الاتحاد الديمقراطي التي تدعمه تكتيكيًا؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس