صلاح الدين تشاكرغيل - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
إذا تكلمنا عن الشطرنج في الشرق الأوسط، فالشطرنج بشكل بديهي هو رياضة للعقل يعتمد على الذكاء أما إذا كان الحديث عن البوكر فإنها وبشكل بديهي لعبة قمار.
فوضع الأزمة السورية من خمس سنوات وحتى يومنا هذا يشبه طاولة بوكر "بخصوص سورية يجلس على طاولة البوكر واليد خالية وبعدها تجمع جميع الأوراق ومن ثم النهوض".
وصلت الأزمة السورية إلى نقطة عقيمة، فكل الأطراف قد وصلوا إلى طريق مسدود.
فقد قامت إيران الأسبوع الماضي بعمل عرض عسكري لصواريخ أس - 400 التي اشترتها من روسيا، إيران التي أقحمت روسيا في سوريا لضعف قدراتها، لكن إيران تفقد كل يوم من عناصرها المرسلة إلى سوريا جراء الاشتباكات.
تُقام في سورية الآن انتخابات غريبة، مع أن الحرب في سورية وصلت عامها السادس وقاربت أعداد ضحايا الحرب 400 ألف، وقد ترك 7 إلى 8 مليون شخص من أصل 22 مليون منازلهم وهاجروا إلى تركيا، ولبنان والأردن، لا أعرف كيف تقام هذه الانتخابات في خضم هذا الوضع، والغريب في الأمر أنه في أثناء خروج تصريحات أمريكا برفض هذه الانتخابات، يخرج علينا وزير الخارجية الإيراني الأسبق "علي أكبر ولايتي" ويعلن نتيجة هذه الانتخابات مسبقا ويصرح بأن بشار الأسد سيبقى في الحكم لعام 2021.
كما تتشكل الآن في الشرق الأوسط توازنات جديدة فالإعلام الإيراني يكتب عن تدهور العلاقات الأمريكية السعودية وخوف الملك السعودي من أخذ إيران الدور السعودي مع أمريكا.
منذ موت الملك فيصل قبل 40 سنة والحكومة السعودية وبالأخص الملك سلمان بن عبد العزيز يحاول تشكيل استرتيجيات في المنطقة ويعمل على تقريب مصر لجانبه، وأيضا في الفترة الأخيرة هناك إشارات تدل على التقارب السعودي التركي بشكل كبير وهذا بدوره بدأ يزعج أمريكا الإمبريالية.
عندما قويت العلاقات التركية السعودية في الفترة الأخيرة أصدر الكونغرس مشروع قرار يسمح بمقاضاة النظام السعودي على تورطه في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة وبالمقابل هدد الملك سلمان بأن السعودية ستضطر لبيع أوراق مالية وأصول بقيمة نحو750 مليار دولار في حال ظهور خطر بتجميدها من قبل المحاكم الأمريكية، وبدوره سيزور أوباما الرياض زيارة ليست موجودة على جدول أعماله، بيد أن أوباما صرح في الشهر الماضي في تقرير لمجلة الأتلانتيك بأن "هناك تقاربات في المنطقة بين دول تشبه المتطفلين على حساب القوة الأمريكية"، وهذا التصريح قد أزعج الرياض.
وفي هذا السياق وبالتحديد في اجتماع منظمة الأوبك قرر النظام السعودي منع ارتفاع أسعار النفط وذلك حتى لا تستفيد إيران من ذلك، وهذا الموقف قد أغضب روسيا.
تدخلت أمريكا الإمبريالية في الأزمة السورية بحجة داعش الذي يدعي إنشاء دولة إسلامية. وفضلت أمريكا حماية نظام الأسد بالاتفاق مع إيران بعد خلاف دام أكثر من 30 سنة والأنكى من ذلك أن أمريكا أعطت الضوء الأخضر لبوتين لكي يتدخل في سورية، لكن بوتين لم يحصل عل أي نتيجة.
وصرح أوباما الآن بأن بشار الأسد ديكتاتوري مخيف، وأوضح أنه يستطيع ممارسة ضغط على الدولتين الداعمتين لنظام الأسد روسيا وإيران للمساعدة في التوسط لتحول سياسي في سوريا.
نعم . إن طاولة البوكر هذه مليئة بالغموض.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس