صلاح الدين تشاكرغيل - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
أقيم المؤتمر الإسلامي في إسطنبول بتنظيم من منظمة التعاون الإسلامي، وكلنا نعرف ما حدث في الـ47 سنة سابقة مؤلمة مضت، والتي يستقرء منها الإنسان أنها كسابقاتها من المؤتمرات غير المجدية.
فعبارة "الدول الإسلامية" لا تعبر لنا عن معنى تام لأن الإسلام لا يتعلق أبدا بالزمان أو المكان بل هو شامل للدنيا كلها.
وعوضا عن ذلك يمكننا القول بأن هذه الدول الإسلامية تعبر عن المنطقة التي يقطنها أكثرية من المسلمين وفي يومنا الحالي يوجد 55 دولة مسلمة،
فكما أن من بينهم أندونيسيا التي يبلغ تعداد سكانها 240 مليون مسلم، فهناك دول يبلغ فيها عدد المسلمين 300 ألف، وكما أن هناك دولا يشكل المسلمون 200 مليون من تعداد سكانها البالغ مليار نسمة، إلا أن تلك الدول لا تصنف في إطار الدول الإسلامية كالهند والصين.
دخل الشعب المسلم في صدمة عميقة بعد نكسة حزيران/ يونيو عام 1967 عندما احتل النظام الصهيوني الإسرائيلي القدس (يعني القدس الشرقية والمسجد الأقصى)، وبعدها بسنة أيضا دخل المسلمون بصدمة أخرى بعد ما أضرم يهودي النار في المسجد الأقصى، بعدها أرسلوا الفاعل إلى أستراليا وأغلقوا الموضوع.
دعمت أمريكا الإمبريالية بعقد أول قمة إسلامية في المغرب عام 1969 من أجل التحكم بردة فعل المسلمين على ما حدث، واطمأنت إلى أن المسلمين بخيالهم الفارغ شكلوا اتحاد دول إسلامية.
في ذلك الوقت كثر الجدال حول مشاركة تركيا في القمة الإسلامية وقيل إننا دولة علمانية وفقط نوقع القرارات المتخذة بهذا الإطار، ووقتها كان إحسان صبري تشالايانغيل وزيرا للخارجية في تلك الفترة وعندما رأوه يصلى في الاجتماع أغضب ذلك بعض الحاضرين وجيش مشاعر البعض.
لكن ما الذي استطاعت منظمة التعاون الإسلامي فعله في ال47 سنة الماضية؟
أين كانت منظمة التعاون الإسلامي في أزمات كل من فلسطين، وكشمير، وقبرص واحتلال روسيا لأفغانستان.
أين كانت من الحرب العراقية الإيرانية التي دامت 8 سنوات وأزمة البوسنة والصومال وأركان وغيرها.
أين كانت من ضرب صدام للكويت واحتلال أمريكا للعراق والحرب السورية والأزمة الليبية واليمنية.
مع الأسف منظمة التعاون الإسلامي لم تكن موجودة على الإطلاق.
نعم شهدت ال47 سنة الماضية فشلا ذريعا وأصبحت الشعوب المسلمة تحت رحمة حكوماتها، وهذه الحكومات أصبحت دمى بيد القوى الأجنبية، كيف تستطيع هذه الحكومات اتخاذ قراراتها دون إذن أسيادها؟
قبل 100 سنة كانت الدولة العثمانية القوة الأقوى في أيدي المسلمين وكان هدف القوى الإمبريالية هو القضاء على هذه القوة.
وهذه القوى الإمبريالية تريد تنظيم هذا العالم حسب أهوائها والمسلمون بطبيعة الحال لايريدون أن يكونوا قوة مركزية بل يريدون أن يكونوا تابعين للقوى الإمبريالية.
في الحقيقة "الاتحاد الإسلامي" هو هدف المسلمين جميعا لكن لايمكن الوصول لهذا الهدف بحلول رخيصة وسهلة وبالتعلق بالخيال بل على العكس يجب عليهم التفكير بحذر واتخاذ خطوات أكثر دقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس