ترك برس
رأى محللون ومراقبون، أن من أسباب التقارب بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، شعور الأخيرة بضعف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعمته منذ وصوله للحكم، فيما أشار البعض إلى وجود جهود سعودية لتحسين العلاقات بين دول المنطقة.
يأتي ذلك على خلفية زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي لاقت اهتماماً تركياً وعربياً على حد سواء، خاصة وأنها تأتي في وقت وصلت فيه العلاقات بين البلدين إلى أسوأ أحوالها بعد الاختلاف بين حكومات البلدين حول عدة قضايا هامة وعلى رأسها مصر وسوريا وليبيا.
وقالت صحيفة "هافينغتون بوست عربي"، في تقرير له بهذا الشأن، إن زيارة جاويش أوغلو إلى أبوظبي جاءت عقب زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى كل من مصر وتركيا مما أثار أقوالاً عديدة حول الدور السعودي في تقارب البلدين.
ونقلت الصحيفة عن مدير مكتب موقع "ديلي صباح" في أنقرة علي أونال، قوله إن زيارة جاووش أوغلو كانت مقررة في شهر فبراير/ شباط الماضي، لكن تم تأجيلها حتى أبريل/ نيسان الجاري مما يعني أن التحدث عن دور كبير للسعودية خلال زيارة العاهل السعودي لتركيا غير دقيق تماماً.
ولم ينفِ أونال في الوقت ذاته الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الرياض في هذا الشأن بعد استلام الملك سلمان مقاليد الحكم، وفقًا لهافينغتون بوست عربي.
من جانبه، أوضح مدير "منتدى الشرق" ومقرّه إسطنبول، غالب دالاي، أن السعودية تسعى إلى تحسين العلاقات بين دول المنطقة بشكلٍ عام بسبب التهديد الإيراني وتوتر العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، حيث ترى أن واشنطن حسّنت علاقاتها مع طهران على حساب علاقاتها مع الرياض.
ويفسّر أونال أسباب التقارب الآن، بأن الإمارات بدأت تشعر مثل الكثير من الدول الأخرى بضعف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعمته منذ وصوله للحكم وذلك بخلاف تركيا التي قاطعته باعتباره وصل لسدّة الحكم بانقلابٍ عسكري.
وهنا كان على الإمارات أن تستعيد حليفها القوي في المنطقة وهو تركيا مقابل ضعف السيسي بشكلٍ كبير واقتراب نهاية فترة حكمه حسب قراءات لمحللين عرب وغربيين على حد سواء.
ومن هذا المنطلق ترغب الإمارات في عودة علاقاتها الجيدة مع تركيا باعتبارها قوةً إقليمية وحليفاً استراتيجياً مقابل فوز تركيا باستثمارات خليجية جديدة تدعم اقتصادها.
فيما رأى دالاي أن هذه المبادرة بين تركيا والإمارات تأتي في إطار سعي تركيا لتحسين علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وهي اتفاق مبدئي بين البلدين على احترام اختلاف وجهة النظر بينهما، أي أن أهم ملفات الخلاف مثل الملف المصري والسوري وملف الإخوان المسلمين الذين يحظون بدعم تركي، مازالت قائمة إلا أن ذلك لا يعني القطيعة بين البلدين، ولا يمكن توقع تغيير سريع وتأثير مباشر لهذه الزيارة على الملفات الساخنة في المنطقة.
في هذا الشأن قال أونال إن الإدعاءات حول محاولات الإمارات زعزعة الاستقرار الداخلي التركي وخصوصاً خلال أحداث غزي بارك في إسطنبول في مارس من العام 2013 لم يتم التأكد منها بشكل كامل، إلا أن الإعلام التركي لطالما تحدث عن دعم الإمارات للوبيات ومجموعات معارضة للحكم في تركيا وهو ما خلق مشاعر عدم الثقة لدى الأتراك تجاه صنّاع القرار في الإمارات العربية المتحدة.
وتوقّع دالاي بتحسن لهجة خطاب الإعلام في دبي تجاه تركيا حتى ولو قليلاً وذلك بالمقارنة مع الهجوم الذي كانت تشنّه تلك القنوات تجاه الحكومة التركية في الفترة القريبة.
من جهة أخرى، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، في مقال له بعنوان "تركيا والامارات والتوازن الاقليمي والدولي"، نشره "المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أن توقيع تركيا لاتفاقيات تعاون استراتيجي مع الحكومة القطرية في أواخر عام 2015 اولاً، وتوقيع اتفاقية مجلس تعاون استراتيجي بين تركيا والسعودية في 2016 ثانياً، وتحسن العلاقات التركية الكويتية والبحرينية ثالثاً، من العوامل التي تدفع كلا الحكومتين الاماراتية والتركية إلى تجديد التواصل بينهما، ومحاولة نزع أسباب الاختلاف بينهما، وبناء علاقات سياسية واقتصادية متينة أيضا، بغض النظر عن نقاط الاختلاف الأخرى، أو بتحيدها.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في تصريحات للصحفيين عقب مغادرته لأبوظبي التي زارها تلبية لدعوة نظيره عبدالله بن زيد آل نهيان، الاثنين الماضي، إن الزيارة تعد بمثابة نقطة تحول للعلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، مضيفًا "يمكنني القول بأننا فتحنا صفحة جديدة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!