ترك برس
رأى مراقبون ومحللون أن استهداف النظام السوري وحلفاؤه لمدنية حلب، خطوة استباقية تهدف إلى قطع التواصل تركيا وسوريا الحرّة، مطالبين حلفاء الشعب السوري بخرق الفيتو الأميركي على تسليح المعارضة السورية.
وقال المستشار الإعلامي لوفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف أحمد كامل، خلال مشاركته في برنامج "حديث الثورة"، على قناة الجزيرة القطرية، إن التواطؤ على ضرب حلب يستهدف كسر ظهر الثورة، مضيفًا أن الهدف من إسقاط حلب لا يمكن أن يكون عملا تكتيكيا تليه مفاوضات.
وأشار كامل إلى أن سقوط حلب سيغير المعطيات الإستراتيجية ولن تعود بعد ذلك مفاوضات، و"سندخل في حرب عصابات"، وأوضح أن يستهدف النظام وحلفاؤه قطع الصلة بين سوريا الحرة وتركيا، وضم حلب -المدينة الأهم اقتصاديا التي تضم ربع سكان سوريا- إلى ما يقول النظام إنها "الدولة المفيدة".
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غل إن تواطؤا أميركيا قد جرى، والمؤشر على ذلك تبديل الموفد الأميركي إلى مفاوضات جنيف بشخصية أمنية متناغمة مع روسيا، وخروج الملف من وزارة الخارجية، وطالب بأن يخرق حلفاء الشعب السوري الفيتو الأميركي على تسليح المعارضة السورية، لافتا إلى أن ملامح ذلك ربما برزت عبر إسقاط طائرتين داخل الأراضي السورية مؤخرا.
ومن بيروت قال الباحث في العلاقات الدولية علي مراد إن الحرب على حلب استباقية بهدف قطع التواصل بينها وبين تركيا، مضيفًا أن أوباما تقاسم النفوذ مع الروس الذين ملؤوا الفراغ الأميركي"،أما التواطؤ فيوافق مراد على أنه كان واضح المعالم، فأميركا منعت الحظر الجوي، ورفضت التدخل البري السعودي التركي، الأمر الذي استغله النظام، وفق قوله.
وخلص مراد إلى أن المعارضة لم يعد باستطاعتها دخول دمشق وقصر المهاجرين، بينما لن يستعيد النظام الوضع الذي كان قبل مارس/آذار 2011، مقارنا بين إستراتيجية الدول الحليفة للمعارضة الأقل حسما وإصرارا، مقارنة بدعم روسيا وإيران المطلق للنظام.
أخيرا رأى ريتشارد وايتز مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون الأميركي أن السيطرة على حلب أمر قائم إذا ما أرادت روسيا وسوريا ذلك، أما موقف بلاده فلخصه بأن الوضع بسوريا ليس بأهمية الاتفاق النووي مع إيران، أو مساعدة العراق على إعادة السيطرة، وأن إدارة باراك أوباما ترغب في الانتقال السياسي بسوريا، لكنها لا تملك أكثر من الرغبة.
ومنذ 21 أبريل/نيسان الحالي، تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".
كما استهدفت مقاتلات (ذكرت مصادر معارضة سورية أنها روسية) مستشفى "القدس" الميداني في حلب، الأربعاء الماضي، ما أدّى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، وجرح عشرات آخرين.
وبحسب بيانات الدفاع المدني والمشافي الميدانية في حلب، قتل 196 شخصا، بينهم 43 امرأة و40 طفلا، وأصيب 424 آخرين، بينهم 75 امرأة و96 طفلا، في هجمات النظام وروسيا، التي استهدفت مدينة حلب، منذ 21 أبريل/ نيسان الحالي، وحتى الآن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!