ترك برس
دعا مفكّرون وإعلاميون، تركيا والمملكة العربية السعودية إلى التدخل من أجل وقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري والقوات الروسية ضد المدنيين في مدينة حلب، مشيرين أن "الرياض وأنقرة مطالبتان اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك للدفاع عن أعراض المسلمين في سوريا".
وقال المفكر الموريتاني، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية محمد مختار الشنقيطي، إنه "لا يمكن تصور إبادة شعب بلجيكا والجيش الفرنسي يتفرج على الحدود أو إبادة الشعب الكندي والجيش الأميركي يتفرج على الحدود، فما بال تركيا وجيشها؟".
وأشار إلى أن "تركيا ستدخل الحرب السورية، أو ستدخل الحرب السورية تركيا، السؤال هو أيهما سيسبق الثاني؟ أتمنى أن تتسم تركيا بالمبادرة وأن لا تؤخذ على غرة"، مبينًا أنه "إذا استمر الحكام والشعوب في خذلان الشعب السوري المصابر، فتوقعوا خرابا في حواضر عربية عديدة، على شاكلة ما حل بحمص وحلب".
وأفاد الكاتب والأكاديمي عبد الله الشايجي، أنه "وسط تواطؤ دولي وعجز عربي وتركيا عن وقف مجازر حلب، قطر تدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث الوضع في حلب"، مضيفًا "كارثة كبيرة استباحة الاحياءالسكنية في مدينة حلب وسط صمت دولي يصل لدرجة التواطوء وعجز العرب وتركيا عن استخدام نفوذنا لدى حلفائنا".
بدوره، قال الكاتب الصحفي التركي أنصار تشالشقان، إن الوضع في سوريا لم يعد حربًا فحسب، بل أصبح الأمر عبارة عن إبادة جماعية، مشيرًا أن "الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وإيران، والأسد، وداعش، وحزب الاتحاد الديمقراطي، وبي كا كا الإرهابية، اجتمعوا وبدأوا يقتلون الشعب السوري دون تمييز بين الأطفال والنساء".
ودعا الكاتب والإعلامي التركي عمر توران، بلاده إلى التركيز على معاناة الامة، والوضع في حلب التي تقع بجوار تركيا وتتعرض للتدمير، بدلًا من الانشغال في النقاشات الداخلية، فيما قال الكاتب يعقوب كوسا إن "حلب تحترق وإنسانيتنا تموت، حلب تبكي ونحن صامتون، حلب وجداننا، وهي انعكاس لصمتنا، كما أنها امتحاننا".
أما الإعلامي التركي آدم أوزكوسا، فقال "كنا نتمنى لو أن جمعيات المجتمع المدني التي تجتمع من أجل نشر بيانات الدعم للحكومة، اجتمعت وتوحدت من أجل الأطفال السوريين في حلب"، مشيرًا أن الاستمرار في الصمت وسط ما يحصل من مجازر بحق الأهالي في حلب، يستدعي مراجعة الإنسان لإسلامه وإنسانيته.
ومنذ 21 أبريل/نيسان الحالي، تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".
كما استهدفت مقاتلات (ذكرت مصادر معارضة سورية أنها روسية) مستشفى "القدس" الميداني في حلب، الأربعاء الماضي، ما أدّى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، وجرح عشرات آخرين.
وبحسب بيانات الدفاع المدني والمشافي الميدانية في حلب، قتل 196 شخصا، بينهم 43 امرأة و40 طفلا، وأصيب 424 آخرين، بينهم 75 امرأة و96 طفلا، في هجمات النظام وروسيا، التي استهدفت مدينة حلب، منذ 21 أبريل/ نيسان الحالي، وحتى الآن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!