ترك برس
ذكر تقرير لموقع المونيتور من مدينة القدس إن المدينة شهدت في الأشهر الأخيرة تعاظما للنفوذ التركي في مقابل تراجع النفوذ الأردني، حيث شهدت القدس نشاطا ملموسا للمؤسسات التركية، والجمعيات التركية المدعومة من الأتراك، مما أدى إلى انتشار العلم التركي والمأكولات التركية، ونشر صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أحياء المدينة، ما دفع بعض المقدسيين إلى الحديث عن وجود تقدم حقيقي للأتراك في مدينتهم على حساب التراجع الأردني، وهو ما اتضح في استقبالهم المسؤولين من البلدين، ترحيبا بالأتراك وفتورا بالأردنيين.
ونقل التقرير الذي أعده الدكتور عدنان أبو عامر، عن الشيخ عكرمة صبري مفتي المدينة وخطيب المسجد الأقصى قوله" إن "الدعم التركيّ للمدينة المقدسة ساهم في إعمارها عموما، وعمل على تخفيف معاناة المقدسيين عبر تمويل مشاريع إنسانية واجتماعية".
وأضاف صبري نحن المقدسيين نشكر تركيا رئيسا وحكومة وشعبا، على المساعدات المقدمة إلى المدينة، في ذات الوقت الذي نرى فيه تقصيرا عربيا واضحا في دعمها، بسبب مشاكلهم الداخلية وصراعاتهم الدموية مما أدى إلى إهمالهم المدينة.
وللتدليل على زيادة ترحيب المقدسيين بالمسؤولين الأتراك وتراجع ترحيبهم بالأردنيين لفت الوقع إلى أن أهل المدينة استقبلوا بحفاوة بالغة وزير الشؤون الدينية التركي محمد جورماز الذي زار المدينة في مايو آيار العام الماضي، وجعلوه يخطب في المسجد الأقصى، ويؤم المصلين، بينما كان استقبالهم لقاضي القضاة الأردني، أحمد هليل، قبل ذلك بشهر واحد مهينا، فمنعوه من إلقاء خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، وأداء الصلاة فيه، وحاولوا الاعتداء على الوفد الأردني الذي ضم وزير الأوقاف، هايل داود، وأخرجوه من باحة الحرم القدسي.
وتناول التقرير المشاريع الإنسانية والإغاثية التي تقدمها تركيا إلى القدس حتى عام 2016. وفي هذا الصدد قال منسق برنامج فلسطين في وكالة التعاون والتنسيق التركية " تيكا" للموقع إن المشاريع التركية شملت إنجاز سكن الطالبات في جامعة القدس بتكلفة 10 ملايين دولار، وتجهيز أرشيف المحكمة الشرعية ، وترميم دار العجزة للمسنين، وتقديم آلاف وجبات السحور والإفطار في شهر رمضان للصائمين، وتزويد مدارس مقدسية بالتجهيزات الإلكترونية، وترميم البيوت والمحلات التجارية، وزيادة عدد صفوف بعض المدارس، وتزويدها بآلات رياضية وحواسيب.
وأرجع التقرير زيادة النفوذ التركي في القدس إلى سببين، أولهما وجود مشاعر تركية إسلامية جارفة تجاه إخوانهم من المسلمين، السنة على وجه الخصوص، تدفع الأتراك إلى نصرة المسجد الأقصى، وثانيهما وجود طموحات للقادة الأتراك للعب دور إقليمي على الطراز العثماني في العالم العربي والإسلامي، وهو ما يفسر زيادة الدعم التركي عموما في الاراضي الفلسطينية.
ولفت التقرير إلى أن تواصل زيارة الوفود التركية إلى القدس، وكان آخرها لقاء وزير شؤون القدس الفلسطيني، عدنان الحسيني، وفدا من الهلال الأخضر التركي، للاطلاع على القضايا المقدسية يشير إلى زيادة النفوذ التركي في المدينة مقابل تراجع النفوذ الأردني، وهو ما دفع أحد المواقع الأردنية إلى القول إنّه لا بد من التنبه إلى اتساع دور تركيا في المدينة، ومحاسبة من يسعى إلى تقويض رعاية الأردن للمسجد الأقصى، متهما تركيا باستمالة بعض القوى الاجتماعية والسياسية والعشائرية في القدس، تمهيداً إلى إعادة مجدها العثماني عبر بوابة القدس..
ولزيادة التقارب التركي مع القدس أصدر وزير الشؤون الدينية التركي قرار في نيسان/ أبريل العام الماضي بأن يبدا برنامج العمرة للأتراك بزيارة المسجد الأقصى، لتبدأ الرحلة بزيارة القدس 3 أيام، تليها 4 أيام في المدينة المنورة في السعودية، ثم 7 أيام في مكة المكرمة.
وقال وزير القدس الفلسطيني السابق خالد عرفة لـموقع المونيتور إن "تنافس الأردن وتركيا في القدس ليس خافيا، لكنهما يبقياه مكتوما حتى لا تتوتر علاقاتهما، ومن الواضح أن لأنقرة سياسة بزيادة نفوذها في القدس، وإفساح المجال أمام مواطنيها للقيام بزيارات مكثفة إلى المسجد الأقصى، وتقديم منح دراسية لأعداد غفيرة من المقدسيين لاستكمال دراساتهم في تركيا، التي ترسل مسؤوليها إلى القدس من دون التنسيق الدائم مع عمان، مماا يغضب الأخيرة، لأن الأردن ترى نفسها وصية على القدس".
وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي من النفوذ التركي المتنامي، قال التقرير إن إسرائيل تتعامل مع زيادة نفوذ تركيا في القدس على أنها دولة قوية، كما أن إسرائيل معنية بتحسين علاقتها مع أنقرة، مما يجعلها تتساهل في زيادة نفوذها في المدينة المقدسة، على الرغم من أن إسرائيل لا تشعر بكثير من الارتياح تجاه انتشار الأعلام التركية، وصور الرئيس رجب طيب أردوغان في شوارع القدس.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!