كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
منذ أيام كان رئيس الجمهورية أردوغان برفقة رئيس الوزراء بن علي يلدرم في ديار بكر حيث قاما بافتتاح مجموعة من المشاريع الخدمية هناك وتعزية أهالي ضحايا قرية "تانشك"، وذلك على إثر التفجير الإرهابي الذي نفذه تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" بتفجيره 15 طنًا من المتفجرات، وقد تبعنا مجموعة من الصحفيين هناك لرصد هذه الزيارة المهمة.
كانت كل زيارات رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء لولاية ديار بكر ملفتة للأنظار، لكن في هذه المرة وهذه الزيارة الوضع مختلف تماما فالدولة هنا تلحق خسائر كبيرة بحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يستهدف وحدة الأراضي التركية، ورغم الضحايا والشهداء من قبل قوى الأمن التركية منذ بداية العمليات ضد الإرهاب في 21 تموز/ يوليو فالدولة استطاعت من جديد أن تسيطر على زمام الأمور، والكل يعي محاولات حزب الشعوب الديمقراطي هي دي بي مساعدة بي كي كي من خلال زياراتهم لدياربكر لإقناع الأكراد بأنه الممثل الوحيد لهم، لكن سكان ولاية ديار بكر يرحبون بعودة النظام من جديد.
قديما عندما كنا نقابل المواطنين في ديار بكر كان معظمهم يجرمون الدولة وكان لديهم أسباب تظهر أن تنظيم بي كي كي على حق، لكن الآن نرى الكثير من المواطنين يؤيدون عودة النظام إلى مؤسسات الدولة هناك بل أصبحوا يرون أنه لا يوجد أسباب تجعل تنظيم بي كي كي على حق، فالدولة التي تعمل على حماية أرواح وأعراض مواطنيها من الطبيعي أن يقف مواطنوها بجانبها.
يعكس هذا الاختلاف تغييرا مهم في حياة الأكراد، فسكان المنطقة يعيشون حالة من الانفصال الحسي والفكري عن تنظيم بي كي كي وفي السنة الأخيرة عاد معظم أكراد التنظيم إلى كرديتهم الأصلية، أصبحت معظم بيوت المواطنين وحياتهم بسبب خنادق الإرهابيين مسواة بالأرض، ولم يبقى لهم أمل بعد الآن غير الدولة.
كلما ابتعدت مناطق جنوب شرق تركيا عن حزبي بي كي كي وهي دي بي كلما أصبحت الدولة أكثر قربا من هذه المناطق، حتى أن أصبحت قيمة حزب هي دي بي في هذه المناطق في الحضيض، من الآن فصاعدا لم يعد أحد يصدق بأن هذا الحزب السياسي يخدم تطلعات الأكراد، وقد قمنا بسؤال بعض المواطنين هناك: "لماذا خرق بي كي كي وهي دي بي هدنة السلام مع الدولة وبدأ بالإرهاب؟" فكانت معظمهم إجاباتهم أن هذين الحزبين ينفذان أجندات لقوى خارجية.
بعد المجزرة التي افتعلها تنظيم بي كي كي في 21 تموز في قرية تانشك ومن خلال المقابلات التي أجريتها مع المواطنين هناك فهمت أنه من الآن فصاعدا لن يكون أي صلات أو ارتباطات بين الأكراد وتنظيم بي كي كي وأن العلاقات بينهما قد انقطعت.
المواطنون في ديار بكر مشتعلون وغاضبون من رئيسي حزب الإتحاد الديموقراطي هي دي بي هذا ما شعرت به عند مقابلتي بعض المواطنين في القهوة والناس تتكلم علنا عن أن دميرطاش قد أصبح تلميذ فتح الله غولن.
ملخص كلامنا أنه بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو وبعد الحملة الإرهابية التي بدأها تنظيم بي كي كي فإن ضحاياه أصبحت تتزايد بسبب فرض الدولة للنظام من جديد ، ومن الآن فصاعدا فإنه من واجب أنقرة إدارة مناطق جنوب شرق تركيا مع سكانها بشكل أفضل لأنه لا يوجد أي فرصة ليستعد تنظيم بي كي كي قوته من جديد.
وأقول إن تم متابعة قرار القضاء على الإرهاب التي بدأته الدولة فإن تأثير تنظيم بي كي كي سوف يزول وينتهي في تركيا وسوف يضطر إلى متابعة مسيرته في سورية، هكذا تظهر لنا مجريات الأحداث.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس