ترك برس
تتفاوت الآراء حول حجم التدخل الذي قد تقدم عليه تركيا في سوريا أو في العراق من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" وتأثيراته المحتملة، إذ يرى البعض أن القوات البرية التركية ستقلب المعادلة على الأرض، في حين يرى البعض الآخر أن أنقرة ستتدخل بشكل محدود وضمن قيود تفرضها الظروف الداخلية والإقليمية.
وقال العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية لدى CNN: "تدخل القوات البرية التركية في شمال سوريا سيكون تبدلا كبيرا في المشهد، سيكون التنظيم بمواجهة مع جيش محترف، وهو أمر لم يجابهه التنظيم من قبل."
ويؤكد الجيش الأمريكي أن عناصر داعش باشروا التعامل مع متطلبات الضربات الجوية، فامتنعوا عن استخدام الهواتف الجوالة أو التحرك في قوافل عسكرية كبيرة، بهدف تجنب الغارات.
وقد انتشرت القوات البرية التركية، ومعها الدبابات والمدرعات، على طول الحدود مع سوريا بانتظار أي أوامر قد تصدر لها، وقد دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، طوال الأيام الماضية لضرورة إقامة "منطقة عازلة" عند الحدود مع سوريا تقوم بدورين، الأول توفير ملجأ آمن لللاجئين السوريين والأكراد الذين يتدفقون على تركيا حاليا، وكذلك حماية الحدود التركية من التحركات العسكرية لداعش.
ويرى محللون أن تركيا قد لا تتدخل عسكريا على نطاق واسع بحيث تقوم بإسقاط داعش وطرده من المدن والبلدات التي يسيطر عليها حاليا، بل قد يقتصر دورها على توفير المنطقة العازلة التي ستشبه تلك التي كانت مفروضة فوق شمال العراق بعد حرب الخليج.
وسيتيح هذا الأمر للأتراك الإمساك بالمناطق الحدودية مع سوريا، التي تقطنها غالبية من الأكراد، وسيساعد ذلك أنقرة بالتالي على تثبيت الأوضاع فيها ومواجهة الفوضى القائمة والتي يمكن أن تزيد خطر تسلح جماعات كردية معارضة لها، وفقا لما يراه أندريس كريغ، البروفيسور المساعد في قسم دراسات الدفاع بجامعة كينغ البريطانية والمستشار الحالي للجيش القطري.
ولكن الأتراك، كسواهم من اللاعبين في المنطقة، يدركون أن الحل العسكري ليس كفيلا بالقضاء وحده على خطر تنظيم داعش، بل لا بد من حلول سياسية واجتماعية من أجل مكافحة تلك الظاهرة ومعالجة أسبابها، خاصة وأنه من المستبعد أن تتوغل القوات التركية عميقا في الداخل السوري أو العراقي بحيث تستأصل داعش من الرقة أو الموصل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!