ترك برس
"ليس هناك بحرٌ في أنقرة"، عبارةٌ شهيرة تُذكر كثيرًا على لسان الذين يعربون عن عدم رغبتهم في القدوم أو العيش في أنقرة. يرى هؤلاء أن أنقرة ليست مثل مدينة أنطاليا حيث البحر الأبيض وأجوائه الترفيهية الممتعة، وليست مثل مدينة طرابزون، حيث يحتضن نسيم البحر الأسود هناك أشجار الغابات الشاسعة شديدة الخضرة رائعة المنظر.
تقع العاصمة السياسية لتركيا أنقرة في إقليم الأناضول الداخلي الذي يحتوي عدة مدن لا تطل على البحر وتتمتع بتضاريس جبلية وتقل فيها الأشجار والغابات، ولذلك لا يرغب بزيارتها الكثير من المواطنين الأتراك وحتى الأجانب. ولذلك تتولى البلديات مسؤولية تزويد المدينة بتضاريس اصطناعية بديلة كالبحيرات والشلالات والأودية الخضراء من شأنها توفير بيئة ترفيهية يستفيد منها السكان.
ويُعد وادي شمال أنقرة (Kuzey Ankara Vadisi) من أبرز الأمثلة على التضاريس الاصطناعية التي أنشأتها الحكومة لمواطنيها.
أمر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في عام 2005 بإنشاء وادي شمال أنقرة التي كانت منطقة عشوائيات لا تليق بعاصمة تركيا، مشيرًا إلى أنّها لا تليق بطريق المطار الذي تقصده الوفود الأجنبية ولا تناسب رؤية تركيا الاستراتيجية، مطالبًا بتحويله إلى منطقة طبيعية خلابة تناسب عاصمة البلاد.
اكتمل بناء وادي شمال أنقرة في عام 2014، وفي 22 آب/ أغسطس من العام نفسه افتتحت البلدية بمشاركة عددٍ من الوزراء ورؤساء البلديات الأخرى الوادي الذي صار يقصده سكان أنقرة من كل حدب وصوب.
تبلغ مساحة الوادي 700 ألف كيلومتر مربع، ويحتوي أنواعًا من الأشجار وبرك المياه وعددًا من الأنهار الاصطناعية، وإلى جانب ذلك يحوي الوادي أكواخًا أنيقةً مناسبةً للجلوس وإقامة حفلات الشواء اللذيذة.
تأتي العائلات والأصدقاء إلى الوادي في المساء أو في نهاية الأسبوع، حيث يجتمعون على مائدة الطعام الجاهز أو المُحضر على لهيب نيران حفلة الشواء، ومن ثم يحتسون الشاي والقهوة وسط صوت خرير المياه وتراقُص المياه وسط حدائق الوادي على أنغام الموسيقى.
كما زوّدت بلدية أنقرة الكبرى الوادي بمرافق وألعاب آمنة للأطفال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!