ترك برس
على إحدى تلال اسطنبول المعروفة بمدينة التلال السبع، وعلى امتداد القرن الذهبي، وبأمر من السلطان العثماني محمد الفاتح بُني جامع الفاتح (Fatih Camii) عام 1463 واستمر بناؤه حتى عام 1470، شيّده المعماري سنان الأول، في موقع كنيسة بيزنطية قديمة كانت قد دمرت منذ الحملة الصليبية الرابعة.
يجمع هذا المسجد بين طرازين من فن العمارة العثمانية ذلك نتيجة تعرضه لكوارث زلزالية عدة ما أدى إلى عمليات إصلاح متكررة على مرّ الأزمنة لإزالة الأضرار الكبيرة التي لحقت ببنائه القديم.
يتجلّى الطراز العثماني التقليدي القديم في ساحة المسجد وبوابة مدخله الرئيسة والأجزاء السفلية من المآذن والمحراب الذي بقي نفسه محراب البناء القديم.
أما الطراز الآخر فيتمثل في الأجزاء المتبقية من أقسام المسجد، ومنها القبة التي انهارت إثر زلزال في 22 أيار/ مايو 1766 بشكل لا يمكن إصلاحه فأعيد بناؤه على شكل قبة واحدة مركزية مدعمة بأربع قبب صغيرة على كل محور، وهي بدورها مدعمة بأربع أعمدة رخامية، تزيّنها أسماء الخلفاء الأربعة وأسماء الصحابة المبشرون بالجنة.
للجامع مئذنتان متطابقتان في الشكل، وتظهر على المنبر زخارف خطية اتخذت الطابع الباروكي في التصميم.
أما باحة المسجد فتحيط بها أعمدة وأقواس كثيرة، يتوسطها متوضأ للرجال، وألحق بقسمها الجنوبي مرقد السلطان محمد الفاتح محاطًا بسور زجاجي مزخرف، تحيط بالمرقد جدران منقوشة بآيات قرآنية وبحديث نُسِبَ إلى الرسول عليه الصلاة والسلام: "لتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".
كان مسجد الفاتح أول مجمع إسلامي، حيث بنيت حوله مجموعة مبانٍ لم يبق معظمها الآن، احتوى المجمع ثماني مدارس ومكتبة ومستشفى ودارًا للخير وحمامًا ووقفًا سكني لطلبة العلم ومطعمًا عامًا لإطعام الفقراء، مما جعله بناءً دينيًا واجتماعيًا في آن واحد.
تقام في المسجد فعاليات دينية وسياسية خاصة صلاة الجنازة لشخصيات سياسية كبيرة، مثل جنازة الرئيس نجم الدين أربكان.
ولجامع الفاتح أهمية تاريخية وسياحية جعلته من بين أهم الأماكن التي يقصدها السيّاح من مختلف أنحاء العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!