ترك برس
قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية البرلماني والأكاديمي التركي "ياسين أقطاي"، إن تطبيع تركيا علاقاتها مع روسيا والدخول في حوارات مع إيران بخصوص المشاكل الإقليمية كانا عاملين مهمين في إنجاح عملية "درع الفرات" التي أطلقها الجيش التركي في مدينة جرابلس السورية يوم 24 أغسطس/آب الماضي.
وأشار أقطاي، في مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، إلى أن العملية التركية في سوريا تشكّل مدخلاً جديداً وهاماً في القضية السورية الممتدة منذ خمس سنوات والتي أصبحت محكومة بتدخل العديد من القوى العالمية الهامة، لافتًا أن تركيا قامت وبشكل واضح وقوي بإفشال الخرائط التي تم تجهيزها ضدها عبر العملية.
وأوضح أقطاي في مقاله الذي ترجم عبر موقع "سوريا نت"، أن "العامل الأكثر تأثيراً بعيداً عن هذه العوامل هو عودة الجيش التركي بعد محاولة الإنقلاب بشكل أقوى وأكثر تماسكاً، وخصوصاً ما حققه فشل الإنقلاب في المحيط الدولي لتركيا من إظهار وقوف الشعب وراء حكومةٍ قوية"،
وأضاف: "بالنتيجة فإن عملية جرابلس فعلياً قامت بخطوة في مواجهة تغيير الخرائط في المنطقة، ومن جهة أخرى قامت بتقوية يد تركيا من طرف، ومن طرفٍ آخر يد المعارضة السورية المعتدلة في محادثات جنيف للسلام. وأظهرت تركيا للعالم كله بأنها لن تسمح بأن يقوم أي تنظيمٍ إرهابي بالتحكم في شمال سورية والتخطيط للانفصال عن سورية أو الإعلان عن حكمٍ خاص... ألخ، وتم إغلاق الباب أمامها وأمام الخطط المشابهة التي يتم اللعب بالواقع الديمغرافي لتحقيق هذه الخطط".
وشدّد أقطاي على أن "تركيا بهذه الحركة خلقت فرصةً هامة وجديدة فيما يخص سورية أيضاً، حيث تحققت عملية جرابلس في وقتٍ نامت القوى الأقليمية عما يحدث في سورية، فعملية جرابلس هدفت للحفاظ على وحدة الأراضي السورية"، مضيفًا: "وفي الحقيقة ومهما كانت هذه العملية هامة بالنسبة للمعارضة المعتدلة إلا أنها وبالتدقيق فيها تقويةٌ لنظام دمشق في حال كان لديه رغبةٌ في السلام، فسوريا موحدة هامة لتحقيق التغيير الديمقراطي وخلقت عملية جرابلس بيئةً مناسبة للحل".
تابع البرلماني التركي قائلًا: "بالإضافة إلى تنظيف الحدود الجنوبية من تنظيمٍ يشكل تهديداً للناتو إلا أن عملية جرابلس أحدثت نوعاً من الأمان الإقليمي. يعني وبالرغم من عدم تقديم الناتو والولايات المتحدة أي تصور سياسي، ولم يقوموا بالإصغاء لتحذيرات تركيا، إلا أن تركيا وعبر قيامها بخطوة خطرة أنقذت الناتو والولايات المتحدة في آن واحد.
ولفت أقطاي إلى أنه إذا استمرت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بصم آذانهم عن أقوال تركيا، عند ذاك لن تستطيع حتى تركيا إنقاذ موقع وتحالف الولايات المتحدة في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!