محمود القاعود - خاص ترك برس
خبران متتاليان يكشفان أننا نعيش في زمن اختفى فيه المنطق والعقل، وأن الاستهبال والازدواجية هما ما يميزان عصرنا الكئيب، كما يوضحان طبيعة الحرب الإجرامية العالمية ضد الإسلام والسلمين.
1- قال قيس الخزعلي زعيم مليشيا عصائب أهل الحق وهي إحدى فصائل مليشيات الحشد الشعبي في العراق إن ما سماها معركة تحرير الموصل "ستكون انتقاما وثأرا من قتلة الحسين، لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد!".
2- انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مُروّع يظهر قيام أفراد الحشد الشعبي الشيعي بتمزيق جسد سُني عراقي وأكل لحمه. ويظهر الفيديو الذي جرى تداوله على نطاق واسع حشدا يتجمهر حول جسد رجل ميت ويُقطّع لحمه لانتزاع أجزاء داخلية من جسده بدا أنها القلب والرئتان.
أمريكا لا تُصنف قيس الخزعلي أنه "إرهابي"، وكذلك لا تدرج الحشد الشعبي كمنظمة إرهابية، ولا تُطارد علي السيستاني مؤسس الحشد الشعبي الذي يرتكب كل هذه الفظاعات والجرائم الوحشية... ولا تُندد بشق جسد إمام مسجد وانتزاع قلبه ورئتيه... ولا بعمليات المدعو "أبو عزرائيل" – أحد زبانية السيستاني - ضد أطفال ونساء المسلمين بالفلوجة... فهذا ليس إرهابا عند أمريكا... لأن الضحايا يقولون: لا إله إلا الله... محمد رسول الله.
ومن العراق إلى سوريا... حيث المأساة المماثلة لما يحدث للمسلمين في العراق، إذ أضحى بشار الأسد، هو حمامة السلام الذي يُحارب الإرهاب! قتل بشار أكثر من مليون سوري، وهجّر عشرة ملايين، واستخدم السلاح الكيميائي، وغاز الكلور، وجاءت روسيا بخيلها ورجلها والسوخوي والميج لتواصل سحق عظام السوريين، وبتنسيق تام مع أمريكا ودعم منها لإبادة ما تبقي من السوريين... ثم تجتمع الأمم المتحدة للتنسيق مع بشار الأسد لمحاربة الإرهاب!
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا" (رواه بن ماجة) صدق الذي لا ينطق عن الهوى... ها هم يا رسول الله، يسمون كل شيء بغير اسمه... يسمون مقاومة الإجرام الصليبي الصهيوني الشيعي، إرهاب، ويسمون إرهابهم وقتلهم للأطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت "محاربة الإرهاب"!
يجعلون بشار والسيستاني والعبادي قادة السلام ومحاربة الإرهاب! يمنحون فلاديمير بوتين حق القدوم من آخر العالم لسحق الأطفال والنساء وقتل كل ما به روح في سوريا... وعندما يلقي مقاومة من شعب حر يرفض الموت تحت قنابل الروس الأرثوذكس، يُصنفون هذا الشعب بأنه إرهابي! فكيف لا يموتون بصمت وامتنان؟!
يسمونها بغير اسمها... يا الله ما لنا غيرك يا الله...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس