ترك برس
رداً على الإشاعات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول عزم تركيا فتح سفارتها مجدداً في العاصمة السورية دمشق وإجراء لقاءات مع النظام السوري، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنّ هذه المعلومات عارية عن الصحة تماماً، وأنّ أنقرة لا يمكن أن تتحاور مع نظام تسبب في مقتل مئات الآلاف.
وأكّد جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة أنقرة لتقييم آخر المستجدات في شرقي حلب وعموم سوريا، أنّ بلاده سعت منذ بدء الأزمة السورية من أجل التوصل إلى حل الأزمة بالطرق السياسية، وأنّ أنقرة نجحت في إقناع المعارضين للذهاب إلى جنيف والمشاركة في كافة الاجتماعات التي عقدت من أجل الحل السياسي.
وأوضح جاويش أوغلو أنّ المساعي التركية لم تقتصر على إقناع المعارضة بالمشاركة في اجتماعات جنيف، بل عملت تركيا على عقد اجتماع بين روسيا والمعارضة السورية في العاصمة أنقرة.
وأضاف جاويش أوغلو أنّ المساعي التركية نجحت في بعض الأحيان ولم تثمر في أحيان أخرى، وذلك بسبب نقض النظام السوري لتعهداته حيال الالتزام بوقف إطلاق النار لمرات عدة.
وأشار جاويش أوغلو إلى المساعي التي بذلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شرقي حلب وإجلاء المدنيين المحاصرين في تلك المنطقة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أفاد جاويش أوغلو أنّ وزارته بذلت جهوداً كبيرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث قال في هذا السياق: "أجريت العديد من الاتصالات الهاتفية مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية وحاولت إقناع الجميع بضرورة نجاح هذا الاتفاق".
ودعا جاويش أوغلو كافة الأطراف إلى الامتناع عن استخدام الوضع الإنساني كأداة لتحقيق أغراض سياسية، مشيراً في هذا السياق أنّ بلاده ستستمر في مساعدة السوريين حتّى في حال امتنعت كافة الدول عن مد يد العون إلى المدنيين السوريين.
وعن الإجراءات الملموسة التي جرت خلال اليومين الأخيرين، قال جاويش أوغلو: "الهلال الأحمر التركي وإدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية تقدم كافة الخدمات للمدنيين الخارجين من شرقي حلب، والذي يبلغ عددهم قرابة 7 آلاف و500 إلى الأن".
وأوضح الوزير التركي أنّ الهدف الرئيسي لبلاده هو إحلال وقف إطلاق النار في عموم سوريا وفك الحصار عن كافة المناطق السورية، دون تمييز بين المناطق السنية وغيرها، وجلب السلام والحرية لسوريا عن طريق الحل السياسي.
وعن تعرض الفاقلة الأخيرة التي تعرضت لإطلاق نار من قِبل ميليشيات اليوم الجمعة، قال جاويش أوغلو إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني حول هذا التطور، وأعرب عن أمله في أن تلتزم كافة الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار.
ورداً على سؤال حول عرقلة إجلاء المدنيين أفاد جاويش أوغلو أنّ قوات النظام السوري وبعض الميليشيات الموالية لها هم من يقومون بعرقلة إجلاء المدنيين، وذلك بهدف تحقيق بعض الأهداف السياسية.
وأشار جاويش أوغلو إلى أهمية الدور الروسي والإيراني فيما يخص حل الأزمة السورية، لافتاً أنّ لقاءاته المتكررة مع نظيره الإيراني تندرج ضمن إطار ممارسة القيادة الإيرانية الضغط على الميليشيات الموجودة في سوريا للالتزام بوقف إطلاق النار.
ورداً على تصريحات روسية حول انتهاء إجلاء المدنيين من شرقي حلب، صرّح جاويش أوغلو أنّ العملية لم تنتهي بعد وأنّ هناك أعداد كبيرة ممّن يودّون مغادرة شرقي حلب باتجاه ريف المحافظة الغربية أو محافظة إدلب.
وعن خروج قوات المعارضة من شرقي حلب، أفاد جاويش أوغلو أنّ اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن إجلاء مقاتلي المعارضة بالأسلحة الخفيفة من مناطق شرق حلب.
يجدر بالذكر أنّ اتفاق لوقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين من شرقي محافظة حلب السورية، جرت بوساطة تركية روسية بين قوات المعارضة السورية والنظام السوري وداعميه، ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ صباح أمس الخميس، وتعرضت القوافل الخارجة من شرقي حلب إلى إطلاق نار من قِبل الميليشيات الشيعية الموالية للنظام، فيما قامت مقاتلة تابعة للنظام السوري باستهداف الطريق الذي ستسلكه قوافل المغادرين لشرقي حلب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!