محمد عبد العظيم - خاص ترك برس
قليلٌ هم من يعرفون هذا الرجل وكثير من هؤلاء القليل الذين يعرفونه لا يعرفون عنه إلا النذر القليل لا يعرفون عنه سوى أنه كان مرشدا للإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة.
والحقيقة أن هذا الرجل أسطورة دعوية وجهادية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، رجل لا تعنيه الشهرة ولا تغريه المناصب ستة وسبعين سنة من الدعوة لم تتغير مبادئه ولم يسع لمنفعة شخصية من وراء الدعوة بل سخر حياته كلها لله ولنصرة دينه ونشر دعوته .
فمن هو مهدي عاكف وما قصة جهاده وكفاحه ولماذا يلقب بمعتقل كل العصور.
عن عـاكـف:
ولد محمد مهدي عاكف عام 1928 في قرية كفر عوض مركز أجا محافظة الدقهلية التحق بكلية الهندسة ثم تركها وانتقل إلى معهد التربية الرياضية وبعد تخرجه من من معهد التربية الرياضية التحق بكلية الحقوق عام 1951م، وقد تربى عاكف منذ صغره تربية إسلامية صحيحة وكان استاذه ومعلمه هو الشيخ محب الدين الخطيب إضافة إلى معلمه الأول حسن البنا.
جهـاده ودعـوتـه:
بدأ عاكف مسيرته الدعوية في مقتبل العمر فقد انضم للإخوان المسلمين عام 1940 وكان عمره حينها لا يتجاوز اثنا عشر عامًا وما أن التحق عاكف بالدعوة حتى بدأ يقدمها على كل شيء في حياته بل جعلها هي حياته فبعد التحاقه بكلية الهندسة التي كانت بمثابة الحلم تمنى تحقيقه منذ الصغر قرر أن يتركها وينقل أوراقه لمعهد التربية الرياضية لأنه سمع البنا وهو يقول إن هذا المعهد هو الوحيد الذي لا يوجد به أحد من الإخوان، وواصل عاكف جهاده الدعوية فكان أول من تولى قسم الطلاب في الاخوان وكان هذا القسم هو أهم قسم في الجماعة لأن الدعوة قامت على أكتاف الطلاب في بدايتها، كما التحق بالتنظيم الخاص الذي أسسه البنا لمواجهة الاحتلال البريطاني.
اشترك عاكف في الندوة العالمية للشباب الإسلامي التي أقيمت في السعودية وانطلق عاكف يطوف بلدان العالم يجمع روابط الشباب الإسلامي وينظم لهم المؤتمرات، وفي عام 1980م تولى رئاسة المركز الإسلامي في ألمانيا، وفي عام 1987 انضم لمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وظل يواصل جهاده ودعوته دون أن يعرفه الكثيرين حتى تم اختياره مرشدا للإخوان بعد وفاة المستشار مأمون الهضيبي وقد أضاف الرجل الكثير والكثير للدعوة والجماعة، و بعد ما سلم الراية لم يكتف بما قدم طوال سبعون عاماً بل عاد ليكون جنديًا في الثكنة مثله كمثل أصغر عضو في الجماعة.
سـجـيـن كـل الـعـصـور:
رجل بلغ من الهمة أنه أصبح يمثل رعبا لكل الطغاة والمجرمين لذلك يسارعون إلى اعتقاله فهو سجين كل العصور. اعتقله فاروق ثم عبدالناصر والسادات ثم مبارك ثم نظام السيسي الذي يراعي كبر سن الرجل ومرضه وقد بدأت رحلة معاناته وابتلاءاته بعد مقتل النقراشي عام 1948 فقد تم القبض عليه وتعذيبه تعذيبا شديدًا، وفي عام 1954 تم القبض عليه بتهمة عضويته في التنظيم الخاص وقد ذاق الويلات في هذه المرة وانهالت عليه سياط الجلادين تسومه سوء العذاب وهو صامد ثابت لا يحني جبينه للطغاة. وفي هذه القضية حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم للمؤبد، وظل عاكف في السجن حتى عام 1974، وفي عام 1996 تم القبض على عاكف وتمت إحالته للمحكمة العسكرية بتهمة الانضمام للتنظيم الدولي للإخوان وحكم عليه بثلاث سنوات فيما عرف إعلاميًا بقضية سلسبيل، وها هو عاكف اليوم يأبى أن يختم حياته إلا كما عاشها مجاهدًا ثابتًا قاهرًا أعداءه.
فلله دره من بطل سجل اسمه في صفحات التاريخ بمداد من نور.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس