ترك برس
أجرى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" حواراً مع الوفد الإعلامي المرافق له على متن الطّائرة أنثاء عودته من فرنسا التي قام بزيارة رسمية اليها، حيث تطرّق للمشاكل الدّخليّة والإقليمية في المنطقة.
وأكّد أردوغان بأنّ مصطلح الشرق الأوسط مفهوم مبتدع، ولا يوجد شيء اسمه الشرق الأوسط، بل إنّ هناك الشّرق الأدنى والشّرق الأقصى. وأفاد بأن اسم الشّرق الأوسط أطلق على المنطقة التي تحتضن حوض البترول. وفي هذا الإطار قال أردوغان: "لقد أرادوا تقسيم العراق إلى ثلاثة دول، دولة كردية وأخرى شيعيّة والثّالثة للسنّة والتركمان وأرادت هذه الدّول استغلال سياسات المالكي المتطرّفة لتحقيق خططها، لكن سياسات الأخير أدّت إلى تدهور الأوضاع في المنطقة وإلى خلق بعض المجموعات المتشدّدة، ممّا أدى ذلك إلى فشل هذه الخطط".
وعبّر أردوغان عن امله في أن يستطيع رئيس الوزراء العراقي الجديد "حيدر العبادي" إعادة توحيد الصّف العراقي والحفاظ على وحدة الأرض العراقية.
وفيما يخصّ الشأن السّوري، أكّد أردوغان بأنّ الإرهاب انتشر بشكل كبير في كل أنحاء البلاد، وأنّ المعارضة المعتدلة المتمثلة بالجيش الحر أصبح المدافع الوحيد عن وحدة الأراضي السورية.
وفي هذا السياق أشاد أردوغان بالدّور الفرنسي الدّاعم للمقترحات التركية بخصوص إنشاء مناطق حظر للطّيران وإقامة مناطق آمنة للمدنيّين المتضرّرين من الحرب الدّائرة في سوريا.
وقد تطرّق أردوغان إلى التّطوّرات الأخيرة في بلدة كوباني، حيث أفاد بأنّ هناك تضليل إعلامي خطير حول عدد عناصر البشمركة الذين عبروا إلى كوباني عبر الأراضي التركيّة.
كما ندّد بمواقف تنظيم (PYD) الرافض لدخول عناصر البشمركة إلى البلدة، حيث قال بأنّ عناصر هذا التنظيم يحاولون عدم إدخال قوات البشمركة إلى البلدة كي تسنح لهم الفرصة بإنشاء كيان ذاتي لهم في تلك المنطقة ويعلنون استقلالهم هناك.
وأوضح الرئيس التركي بأنّ تركيا هي المتضرّر الأكبر ممّا يجري على السّاحة السورية. لا سيما أنّ ما يزيد على 1.5 مليون لاجئ يعيشون على أراضيها. وفي هذا الصّدد أكّد أردوغان على أهمّية إنشاء المناطق الآمنة لإعادة هؤلاء اللاجئين إلى بلدهم وتأمين الحماية والرّعاية لهم هناك.
ورأى أردوغان أنّ تنظيم الدّولة الإسلامية يقوم ببيع النفط إلى النّظام الأسدي وأنّ هناك علاقة بين النّظام وهذا التنظيم. وذكّر بأنه عندما بدأت الثورة المسلّحة في سوريا، لم يكن في وجه النّظام سوى الجيش الحر. وفي هذا الصّدد تطرّق أردوغان إلى المشاكل التي يعاني منها الجيش الحر، حيث قال إنّ قلة المال ونقص التّدريب والتّأهيل من أهمّ العوامل التي تضعف هذا الجيش الذي يبلغ قوامه 120 ألف مقاتلاً.
وأبدى أردوغان استياءه من دعم الولايات المتّحدة لتنظيم ( PYD ) وأكّد بأنّهم أبلغوا الجانب الأمريكي عن هذا الإستياء، حيث قال " لقد أبلغنا الجانب الأمريكي بأنّنا قلقين من دعم الولايات المتّحدة لهذا التنظيم الذي نراه تهديداً لأمن بلادنا. لكنّ الطّائرات الأمريكية واصلت إنزال الأسلحة لهذا التنظيم. وقد رأيتم كيف وقع جزء من هذه الأسلحة بيد تنظيم داعش".
الدّاخل التركي
وفيما يخصّ المشاكل الدّاخليّة لتركيا، فقد أكّد أردوغان بانّ مسيرة المصالحة الوطنية ستستمرّ رغم كل العوائق ومحاولات العرقلة الدّاخليّة والخارجيّة.
وفيما يخصّ دعوة حزب الشّعوب الديمقراطيّة للأكراد بالنّزول إلى الشّوارع بحجّة التّضامن مع كوباني، أكّد أردوغان بأن الوضع خرج عن نطاق النوايا السليمة وأنّ صبر القيادة التركية شارف على الإنتهاء.
وتطرّق أردوغان إلى مسألة الصّراع مع الكيان الموازي، حيث أكد على عزم وإصرار القيادة التركية للقضاء على هذا الكيان. وقال أردوغان إنّه تم اتّخاذ عدة قرارات فيما يخصّ موضوع الصّراع مع التنظيم الموازي في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن القومي الذي عقد مؤخّراً في العاصمة أنقرة. حيث أكّد أنّه سيتمّ إدراج هذا التنظيم بين الوثائق السياسيّة للأمن القومي كعنصر تهديد للدّولة التركيّة خلال هذا العام.
يذكر أنّ الوثائق السياسية للأمن القومي يتمّ تعديلها كل خمس سنوات. ويطلق على هذه الوثائق اسم الكتاب الأحمر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!