طولو غومشتكين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تلقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما هزيمة نكراء في انتخابات منتصف الولاية، وذلك قبل عامين من انتهاء ولايته الحالية، حتى إنّ نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بصورة عامة كانت منخفضة حسب المعايير الأمريكية.
عدم ذهاب مؤيدي الديمقراطيين إلى صناديق الاقتراع، أدى إلى فوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد في مجلس النواب، وأدى إلى سيطرتهم على مجلس الشيوخ أيضا، وهكذا أصبح المجلسان بيد المعارضة، وهذا يعني أنّ أوباما وبرغم صلاحياته كرئيس، لن يمضي العامين المتبقيين بسهولة في هذا الوسط.
فهم نتائج هذه الانتخابات ليس سهلا، فالأزمة الاقتصادية التي أحدثها الاقتصادي الليبرالي في العالم، أدى إلى زلزال شديد في الاقتصاد الأمريكي عام 2008، واليوم تبدو الولايات المتحدة الأمريكية قد تجاوزت هذه الأزمة الخانقة، حتى إنها رجعت إلى سابق عهدها بعدما استلم أوباما الرئاسة، وقد تراجعت نسبة البطالة بصورة ملحوظة.
قام أوباما بتحقيقه وعوده التي أطلقها قبيل الانتخابات الرئاسية الأولى، وسحب القوات الأمريكية من العراق، وفي أفغانستان سحب القسم الأكبر من قواته هناك أيضا، فبالنسبة لسياسي مثل أوباما، وما قام به خلال 6 سنوات من استلامه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن بالأمر السيئ على الإطلاق، لكن كيف يمكننا تفسير هزيمته الكاسحة في الانتخابات الأخيرة؟
أولا، نريد الإشارة إلى أنّ أوباما فاز بالانتخابات بسبب وعوده الكثيرة وآماله الكبيرة التي لا يمكن تحقيق معظمها، وقد فاز بجائزة نوبل للسلام بعد عام فقط من استلامه الرئاسة بسبب "ما سيقوم به في المستقبل"، وقد كانت الوعود التي قدمها أوباما كبيرة جدا لدرجة أنه لم يستطع تحقيق الكثير منها.
السبب الثاني هو أنّ الناس تختار الإنسان المؤهل وحتى لو كان قليل التجربة، فقد انصلت أسماء لها باع طويل في الحزب الديمقراطي من إدارة الحزب مثل هيلاري كلينتون وليون بانيتتا وغيرهم.
على المدى القصير، يبدو أنّ خسارة المعارضين لتركيا في الولايات المتحدة الأمريكية لمقاعدهم في مجلس النواب وفي مجلس الشيوخ، سيكون أمرا إيجابيا لتركيا خصوصا وأنّ الانتخابات ستكون في عام 2015 وهو الذكرى المائة لتهجير الأرمن، وعلى صعيد آخر، فالحزب الجمهوري هو الأكثر انزعاجا من مسألة التوتر الحاصل بين تركيا وإسرائيل.
ولا ننسى أن نذكر بأمر هام، وهو احتمال فوز الديمقراطيين مجددا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، خصوصا إذا لم يقدم الجمهوريين رئيسا قويا يستطيع حسم الانتخابات لصالحه، فقد يخسروا تلك الانتخابات لصالح الديمقراطيين، وربما تكون هيلاري كلنتون هي المرشحة في تلك الانتخابات، وهذا يعني أن العلاقات التركية-الأمريكية ستشهد تطورات إيجابية في المرحلة المقبلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس