شمس محمود - خاص ترك برس
لم ينفك شبيحة الأسد عن شعارهم الأبدي "الأسد أن نحرق البلد" وهو الشعار الذي أستبيحت من أجله أعراض وعذبت أطفال في أقبية المخابرات الحربية وضرب الشعب بالصواريخ الحارقة والفسفورية والعنقودية ولو استطاع النظام وشبيحته وداعميه الدوليين أن يستخدموا النووي لفعلوا ولكنهم إكتفوا بإستخدام الكيماوي مرات ناهيك عن البراميل المتفجرة.
ثم سربت للعالم صور "القيصر" التي أوضح بها ضابط منشق ما ينال الشعب السوري حين يتم إعتقاله من قبل نظام الأسد العلماني البعثي الممانع.
وكان فى الخلفية الظاهرة للمشهد الصين وروسيا وإيران والعراق كحلفاء وداعمين ظاهرين لنظام الأسد.
مرت ست سنوات ذاق الشعب فيها ما هو أمر من الأمرين فكانت هجرته عذابا وإقامته عذاب أدار الجميع لهم الظهر وأظهروا لهم عين الفجر ولم يبقى إلا النادر ممن قدم المساعدة لمن طلب اللجوء كتركيا وقطر.
كانت في ظل هذه الأحداث توجد تكتلات دولية تسمى "زوراً" بأصدقاء الشعب السوري لم تقدم أي شيء للشعب أو الثورة إلا التصريحات الفارغة والتي كان يتنازل عنها مرة من بعد أخرى بداية من أن رحيل الأسد أمر لا بد منه وأنه فاقد للشرعية نهاية بقول جون برينان مدير ال CIA بأن الولايات المتحدة لا تريد إنهيار الحكومة السورية - يقصد نظام الأسد - ومؤسساتها.
أضف إليه وقف الدعم للثوار والضغط الدولي على تركيا قبل محاولة الإنقلاب الفاشلة بعد أن تركت تركيا الباب على الغارب وهي التي كانت تستطيع تغيير وجه الصارع بين الثوار وجزار القصر الجمهوري ونظامه وادعميه بشيئ من الحنكة لكن الخوف ألجم الأتراك وعطل ذهنهم سواء الخوف الداخلي أو الخارجي أو المتربص على الحدود أو من تطور وضع الجماعات المسلحة وخطابها في الداخل السوري وإدارة المخابرات العالمية لكثير من المشاهد في الداخل السوري وأول هذه المشاهد حركة النظام ومليشياته.
وأوروبا التي لا تنفك عن تصديعنا بحقوق الإنسان والديموقراطية وحق الإختيار وحرية الشعب وأن الشعب فوق السلطة وحق الشعوب فى تقرير المصير تفعل على الأرض شيئا مخالف لكل هذا تماما ورغم جمال الخطاب وحاجتنا إلى تحقيق كل هذا فى بلادنا لكن الحقائق دوما كانت تخبرنا شيئا آخر.
ففي الوقت الذي قلنا فيه جميعا أن الحروب الصليبية شيئا من الماضي وأن حكومات الحاضرة متحضرة تسعى للسلام كان "لفرانسوا ميتيران" كلاما أخر فى "البوسنة" فالرجل ومعه أوروبا كانوا كارهين لرؤية بقعة إسلامية فى وسط أوروبا لذلك تركوا الشعب البوسني يعاني من بربرية الصرب وخستهم وإرهابهم القذر حتى يطهورا أوروبا من وجود المسلمين فيها وإن لم يستطيعوا فعلى الأقل يخف العدد ويذوبوا فلا يصبح لهم وجود. وبحسب شهادة "حارث سيلاذيتش" رئيس البوسنة والهرسك السابق على الجزيرة قال: أن ميتران قال للأميركيين "ما يحدث في البوسنة مجرد مناوشات، وأن كل شيء على ما يرام، وليست هناك حرب إبادة ضد المسلمين".
وهو نفسه فى أثناء زيارته لسراييفوا عام 92 قال للرئيس البوسني الراحل علي غزت بيجوفيتش أثناء تلك الزيارة:
"نحن لن نعترف بكل قرية في أوروبا تصير دولة"، فما كان مني إلا أن رددت عليه بالقول "هذا صحيح لكن إذا كنت يا سيادة الرئيس تتحدث عن البوسنة والهرسك فهي دولة أقدم من أكبر دولة أوروبية وحدودها طبيعية وقبائلها أقدم قبائل في أوروبا".
بل و فى العام 2007 صدر حكما من محكمة العدل الدولية بتبرئة صربيا من تهمة الابادة الجماعية خلال الحرب في البوسنة ما بين عامي 1992- 1995؟!!!
ثم جاء بوش وقال إنها حرب صليبية وجائت روسيا إلينا بعد أن رشت طائراتها بماء الكنيسة المقدس بعد أن مسحت عنه الدم الشيشاني الذي ترك ينزف لذات الغرض البوسني حتى تتم تسوية بين الروس والأمريكان فى مفاوضات النفط مقابل الدم.
أضف إليه أن كل الديكتاتوريات العربية والعالمية بكل مسالخها ووحشيتها وقسوتها كانت وما تزال مدعومة من حكومات أوروبا وأمريكا وليس هناك أظهر من سكوتهم جميعا عن المجازر التي تحدث ضد شعوب هتفت "حرية" في تلك البلاد بل وتحالفها مع نظام الملالي في إيران ونظام المليشيات فى العراق وتصنف كل بندقية سنية بانها إرهابية وتملأ الآرض ضجيجا وصراخا بهذا لكنها تخرس تماما خرس الشياطين حين تظهر البندقية الشيعية أو الكردية أو المسيحية أو العلمانية التي ترتكب مجازر واهوال وتنمتى لـ"داعش" بملة أو بأيدلوجية مختلفة لكنهم لا يذكرون فى العالم سوى داعش السنية اما داعش الكردية والشيعية والعلمانية فلا وجود لها عندهم رغم انها عارية بين الجماهير تهتف هنا داعش ومحضن الإرهاب.
بل لن تعجب من بعد لما تعرف ما هو دور شخصية مثل " جيمس ستيل " فى بناء المليشيات العراقية ومن قبلها فى السلفادور مع الديكتاتور ضد الشعب.
وها أنت ترى أن الوجوه تتغير فى هذه الدول وتبقى ذات السياسة ثابته فجاء "ماكرون" ولم تكن تصريحاته بدعاً من القذر فقال الرجل فى تصريح أشبه بتصريحات القذافي فقال وإنك لتعجب أنه فى الوقت الذي يقلق فيه الغرب على حقوق الإنسان في تركيا يرى ماكورن "الليبرالي" الحباب أن الأسد رئيسا شرعيا غيابه سوف يؤدي بسوري إلى أن تصبح دولة فاشلة!!
أرجوك لا تضحك فلقد قالها حرفيها!!
ففي مقابلة مع عدة صحف أوروبية قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:
إنه لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لحل الصراع المستمر منذ ستة أعوام.
وأضاف أن الأسد عدو للشعب السوري لكن ليس عدوا لفرنسا وأن أولوية باريس هي الالتزام التام بمحاربة ما أسماه بالجماعات "الإرهابية" وضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة.
وسبحان الله حينما ترى إصرار أوروبا وأمريكا على تلميع نظام السيسي فى مصر والأسد فى سوريا والعبادي فى العراق وتقديم الدعم الكامل لهم في الحين الذي تهاجم فيه الحكومة التركية وسياستها وتسعى جاهدة لإسقاطها وهو ما وضح جليا فى محاولة الإنقلاب الأخيرة تدرك أنهم ما وضعوه على وجوههم من شعارات الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان حينا ما هو إلا محض كذب.
وأن دونالد ترامب الذي قامت قواته بقصف تجمع لقوات الأسد ومليشياته قرب التنف والتي كانت قافلتهم تحمل معدات عسكرية من بينها دبابات ومضادات طيران روسية يستخدمها عراقيون شيعة موالون للأسد، بالإضافة إلى وحدة من الإيرانيين المسلحين لأن هذه القوات تجاوزت خطا لم تسمح أمريكا أن يتجاوز وهددت قوات مواليه لأمريكا ، لم تفعل الشيئ نفسه مع قوات الأسد ةهى تضرب الأطفال والمستشفيات وتسلخ المعتقلين وتغتصبهم رجالا ونساء وتحاصر الناس حتى يضطروا إلى أكل العشب والقطط!!
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه كثيرا:
متى سيتقدم ماكرون وترامب وقادة تلك الحكومات " الحمراء" بطلب رسمي كي ينضموا إلى مليشيات الحشد الشعبي؟!!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس