ترك برس

وصف رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، شبتاي شافيط، تركيا بأنها أحد اللاعبين الرئيسيين المشاركين في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، متهما النظام التركي بأنه نظام إسلامي معاد لإسرائيل لا يمكن الاعتماد عليه.

وقال شافيط في مقال نشرته صحيفة هآرتس، إن الشرق الأوسط الذي رسمت حدوده اتفاقية سايكس بيكو لم يعد قائما، وتجري بدلا منه عملية تاريخية دينامية جديدة تحدد الحدود المستقبلية للمنطقة، ويشارك فيها كثير من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين.

ورأى شافيط الذي تولى منصب رئيس الموساد بين سنوات 1989-1996 أنه في الوقت الذي ينشط فيه هؤلاء اللاعبون في هذه العملية التاريخية، ويتطلع كل منهم إلى الحفاظ على مصالحه الحيوية، فإن إسرائيل هي اللاعب الوحيد الذي لا يشارك في هذه العملية.

وهاجم شافيط السياسة المعلنة للحكومة الإسرائيلية بعدم التدخل فيما يحدث في الشرق الأوسط اعتمادا على اعتقاد غبي مفاده أن إسرائيل ستجتاز هذه العملية دون أن يلحقها ضرر، حتى أن هناك من يعتقد أن إسرائيل ستخرج أقوى من هذه العملية.

وعّدد رئيس الموساد السابق اللاعبين الرئيسيين على الساحة اليوم، وأولهم روسيا التي يرى أنها كانت وما زالت عدوة لإسرائيل، وسوف تظل كذلك في المستقبل، وأن الدافع المحرك للرئيس الروسي منذ تولى الحكم هو إعادة روسيا قوة عظمى مثلما كانت حتى عام 1990.

وقال شافيط إن روسيا منذ أن وسعت سيطرتها على مناطق في القوقاز وشبه جزيرة القرم سيطرت ببطئ على مناطق في أوكرانيا، واستأجرت قاعدة برية وجوية في سوريا.

وانتقد التنسيق الجوي بين روسيا وإسرائيل في سوريا، لأنه يعني أن سلاح الجو الإسرائيلي فقد حرية الطيران وجعله معرضا للخطر في المجالين الجوي السوري واللبناني.

وفيما يتعلق بإيران، رأى شافيط أنها لم تتراجع عن طموحاتها للوصول إلى قدرات نووية عسكرية، وتواصل تطوير أي عنصر في هذه القدرات لم يتناوله الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.

ورأى أنه وفقا لمعرفته العميقة بالإيرانيين لسنين طويلة فإنهم يخرقون الاتفاق النووي سرا، وأن إيران تمثل تهديدا وجوديا لإسرائيل.

وإلى جانب ذلك نجحت إيران في نقل العراق إلى دائرة نفوذها ، حيث يوجد لإيران وجود كبير في العراق يشمل وحدات من الجيش وحرس الثورة ومستشارين، كما إن حزب الله ليس سوى كتيبة إيرانية منتشرة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل ومزود بصواريخ وقذائف تهدد إسرائيل.

ووفقا لشافيط فإن إيران وروسيا اليوم حليفان في سوريا وخارجها، وهو ما يعني أننا نعيش اليوم أمام "الهلال الشيعي" الذي يشكل امتدادا إيرانيا من حدودها الغربية مرورا بالعراق وسوريا وحتى لبنان.

وعن تركيا قال شافيط أن الرئيس التركي أردوغان يطمح إلى إعادتها إلى مجد الإمبراطورية العثمانية، ويرى إن  تركيا قوة إقليمية لا تقل عن إيران، وتتمتع بمحيط سني أكبر بكثير من المحيط الشيعي، ولذلك ينبغي لتركيا، وفقا لرؤية أردوغان أن تحظى بالريادة في المنطقة.

واعتبر أن أوروبا  رغم المصائب التي تواجهها ما زالت لم تغير مواقفها المعادية لإسرائيل في كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أما الولايات المتحدة رغم أنها تحتل المرتبة الأولى في أهميتها فإنها تأتي في آخر قائمة اللاعبين الفاعلين في المنطقة. ويرى شافيط  أنه لا يمكن الاعتماد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصفه بالمتقلب وغير المتوقع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!