بولنت أرنداتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
من أين تستمد إسرائيل جرأتها على مهاجمة وظلم المسلمين؟
تسبب الجيش الإسرائيلي بحريق كبير في المسجد الأقصى عام 1969. قالت رئيس الوزراء الإسرئيلية آنذاك غولدا مائير: "لم أنم طوال الليل، كنت خائفة أن يدخل العرب إسرائيل من كل صوب. لكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي ولم يحدث ما كنت أخشاه، أدركت أن بإمكاننا فعل ما يحلو لنا. لأننا أمام أمة نائمة".
يستهدف الصليبيون والصهاينة اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأنه يسعى إلى إيقاظ الأمة الإسلامية، لكن زعيم المعارضة في البلاد كمال قلجدار أوغلو لا ينبس ببنت شفة.
الأتراك ينتفضون وتنفطر قلوبهم من الحزن، إلا أن قلجدار أوغلو يقف موقف المتفرج.
لم يمضِ وقت طويل على قول أردوغان لبيريز "أنتم تجيدون القتل". أكد أردوغان دائمًا أن إسرائيل هي أكبر عائق أمام السلام، وهو يوجه إليها الانتقادات التي يتحرج زعماء الدول الإسلامية من توجيهها. يندد بظلم إسرائيل ويعمل على تحريك العالم.
غير أن قلجدار أوغلو لا يحرك ساكنًا. يمكنه السير مشيًا على الأقدام من أنقرة إلى إسطنبول من أجل "العدالة" لأن الغرب طلب ذلك، لكن لماذا يلزم الصمت إزاء ممارسات إسرائيل الظالمة؟
ماذا يجب أن تفعل إسرائيل حتى ينظم مسيرة احتجاجية إليها؟ في هذه الأيام التي يغرق فيها العالم الإسلامي بالدماء لا نسمع صوت زعيم المعارضة التركية.
ينتقد قلجدار أوغلو الحكومة التي انتخبها الشعب، ومقاومة الأتراك الانقلاب في 15 يوليو، وقرارهم في استفتاء 16 أبريل، لكن لا ندري ما سبب صمته تجاه ألمانيا وأمريكا وإسرائيل.
يهاجم الساسة الألمان تركيا، وتقدم الولايات المتحدة السلاح لقطيع القتلة من حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي، وتقوم إسرائيل بممارساتها الظالمة، ولا ينبس قلجدار أوغلو ببنت شفة.
إذا كان المسلمون يعانون الظلم والآلام اليوم في غزة واليمن والسودان والصومال، فليس السبب إسرائيل وحدها، بل من يدعمها ويقف وراءها أيضًا.
أليست القضية حرب الهلال والصليب؟ انظروا لمن تجمعوا تحت راية الصليب. الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا فرنسا، ومفتاحهم من أجل تمزيق العالم الإسلامي هو إسرائيل.
وُضعت تركيا تحت السيطرة على مدى أعوام، وأوصلتها الحكومات المعجبة بالغرب إلى حال لم تعد تهتم معه بالعالم الإسلامي. غير أن مجيء أردوغان أفسد الخطط الصليبية ضد تركيا، وقوّض مشاريعها.
نتيجة: لو أن جميع المسلمين استطاعوا الوقوف موقف أردوغان في مواجهة بيريز أو لو أنهم يستطيعون فعل ذلك الآن، لتغير الشيء الكثير.
إذا كانت هذه قضية الأمة فعلى البلدان الإسلامية أن تتحد في سبيل حماية فلسطين والقدس وأولى القبلتين...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس