ترك برس
مع تزايد التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول تنقيب قبرص عن الغاز في مياهها الإقليمية، وإصرار أنقرة على أن قبرص ليس لها حق حصري في التنقيب عن الغاز في تلك المنطقة، ألمح دبلوماسي تركي إلى أن تركيا ستتدخل بالقوة العسكرية لمنع عمليات التنقيب إذا انحاز حلف الناتو إلى جانب القبارصة اليونان.
وفي يوليو/ تموز الماضي أرسل الجيش التركي سفينتين وغواصة لمراقبة سفينة الحفر "وست كابيلا" التي تعاقدت معها شركتا توتال الفرنسية وإيني الإيطالية لبدء التنقيب عن الغاز قبالة قبرص. وحذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الشركات العالمية من الاستثمار في حقول الغاز قبل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وإلا فإنها تجازف بخسارة علاقاتها مع أنقرة. وبعد ذلك أدان رئيس الوزراء بن علي يلدريم، عمليات التنقيب، ووصفها بأنها خطيرة وتؤدي إلى طريق مسدود.
وقال الدبلوماسي التركي أوكتاي أكسوي لوكالة سبوتنيك الروسية إن "تركيا لن تستسلم للاستفزازات ولن تقوم بتدخل عسكري فوري في قبرص في أعقاب الإجراءات الفرنسية والإيطالية، على الأقل في الوقت الراهن."
وأضاف: "سنتوجه إلى الناتو أولا بوصفنا أعضاء في الحلف، وسنحاول شرح الوضع، ولكن إذا انحاز الحلف لوجهة نظر الاتحاد الأوروبي، فإن تركيا ستتخذ تدابير صارمة من تلقاء نفسها، وصولا إلى التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للجزيرة".
وجاءت هذه التطورات بعد أقل من أسبوع من انهيار الجولة الأخيرة من محادثات كرانز مونتانا في سويسرا لإعادة توحيد الجزيرة التي لا تزال مقسمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، في 7 يوليو/ تموز. ومنذ انهيار المحادثات، اشتعلت حرب كلامية بين اليونان وتركيا وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين، في حين أشار الرئيس قبرص الرومية، اناستاسيادس إلى استعداده لاستكمال المفاوضات من حيث انتهت.
وقسمت قبرص إلى شطرين منذ اجتياح الجيش التركي عام 1974 شطرها الشمالي، ردا على انقلاب عسكري كان يهدف إلى ضمها لليونان. ومنذ ذلك الحين لا تمارس الجمهورية القبرصية التي انضمت عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي سلطتها سوى على الشطر الجنوبي، حيث يعيش القبارصة اليونان.
وقال الخبير الدبلوماسي التركي إن "الاتحاد الأوروبي بعد أن قبل عضوية قبرص رغم مشاكلها التي لم تحل، قد ارتكب خطأً يتعذر إصلاحه، فالقبارصة اليونانيون راضون تماما عن الحالة القائمة وهم أعضاء الاتحاد الأوروبي ويّدعون تمثيل الجزيرة بأكملها. ولهذا السبب فهم ليسوا مهتمين بتسوية المشكلة القبرصية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!