ماركار إسيان – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
كان خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان على جانب كبير من الأهمية. وبطبيعة الحال أفرد مساحة واسعة من الخطاب لمسألة استفتاء الإقليم الكردي، التي شغلت المنطقة في الآونة الأخيرة.
أعرب أولًا عن أسفه لأن جهود تركيا من أجل أمن ورخاء جميع الأطياف في العراق لم تجد لها صدى لدى حكومة الإقليم الكردي في العراق.
وقفت تركيا إلى جانب حكومة الإقليم في الكثير من الأوقات العصيبة. وشعرت بخيبة أمل بسبب تجاهل أربيل لها في مثل هذا القرار الخطير.
إما أن الإقليم الكردي لم يحسب بشكل جيد لمصلحة من ستكون نتائج القرار، أو أنه فضل القيام بتغيير شامل في محوره السياسي. وكان من الواضح أن هذه الميادرة لن تحمل الخير لا للأكراد ولا للعرب ولا للتركمان.
ولهذا لم يكن من المنتظر أن تقف تركيا متفرجة إزاء إشعال فتنة بالقرب من حدودها. وما كان لها أن تغض الطرف عن التهديدات الموجهة لكركوك. فليس من الضروري انتهاك حق التركمان في كركوك في سبيل الدفاع عن حق الأكراد في أربيل.
الانسياق وراء أطماع انفصالية في هذه الفترة التي تتطلب التضامن والاتحاد من أجل الأمن والرخاء، هو ظلم للأكراد أولًا، وكانت أنقرة تأمل أن تعود أربيل عن هذا الخطأ بأسرع وقت.
وقال أردوغان في خطابه: "عندما تبدي حكومة إقليم شمال العراق فضيلة العودة عن الخطأ ستواصل تركيا، دولة وشعبًا، الوقوف إلى جانبها".
هذه الدعوة التي وجهها أردوغان إلى أربيل في مناسبة هامة كافتتاح السنة التشريعية بالبرلمان تعتبر فرصة كبيرة جدًّا.
بذلت تركيا كل ما في وسعها قبل الاستفتاء وبعده من أجل منع هذه الخطوة الخاطئة. ربما كان بالإمكان اتخاذ بعض التدابير قبل الاستفتاء، لكن أنقرة لم تستخدم هذا الحق لئلا تجرح الطرف الآخر، وبهدف عدم تضخيم المشكلة، وعلى أمل أن تتصرف أربيل بوعي وإدراك.
تعمل تركيا على إيقاء قنوات التواصل مفتوحة بعد الاستفتاء من أجل إظهار ثباتها والتأكيد على أنها محقة في موقفها، ولحل المشكلة أيضًا. وهي تسعى إلى تلافي الخسائر أكثر من اتخاذ موقف عاطفي أو مبني على ردود أفعال.
وبطبيعة الحال، جهود تركيا المبذولة من جانب واحد ليست كافية، ويتوجب على أربيل أن تعي بشكل جيد مضمون الرسائل التركية، وأن تتصرف بما يناسب.
لم تقدم تركيا حتى اليوم على أي تصرف ليس في مصلحة شعوب المنطقة. وانتظار العون ممن أوصلوا العراق وسوريا إلى هذه الحالة، وقلب ظهر المجن لتركيا لن يحمل الخير لأي كان.
أعتقد أنه مع التوصل إلى حل لهذه الأزمة سوف يكون هناك وضع أكثر إيجابية بانتظارنا، لكن في حال عدم تجاوزها فإن تركيا قادرةعلى الإقدام على الحملات اللازمة، وتحويل مسار الأحداث لصالحها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس