ترك برس
خلص تقدير موقف بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى أن الولايات المتحدة، لا يمكنها أن تتخلى عن تركيا، على الأقل في المدى المنظور، لأنّ البديل هو ترك فراغ يملؤه الحلف الروسي - الإيراني في المنطقة.
وأشار إلى أنه على الرغم من التوتر الراهن في العلاقات الأميركية، فإنّ حاجة كل طرف إلى الآخر لا تزال كبيرة. ويمكن القول إننا نعيش إرهاصات علاقة جديدة آخذة في التشكل تكون فيها تركيا أبعد عن الغرب من دون قطيعة معه، وأقرب إلى روسيا من دون تحالف معها.
ورأى المركز أن تركيا تعيش في محيط جيوستراتيجي معقد، وتحالفاتها الغربية بصيغتها السابقة لا تضمن لها المظلة الحمائية التي ترتجيها، ومن ثمّ فإنها تجد نفسها مضطرة إلى مجاراة تبدل التحالفات والخصومات في المنطقة.
وحول آفاق التحالف الأميركي - التركي، اعتبر المركز أنه "يصعب القول إننا نشهد نهاية التحالف التركي - الأميركي في ضوء عدم وجود بديل أمام الطرفين في المرحلة الراهنة؛ فمن ناحية ما زال الاقتصاد التركي يعتمد على المستثمرين الأجانب، وكثير منهم أميركيون".
وما زالت تركيا التي قامت عقيدتها الدفاعية منذ أوائل الخمسينيات على عضويتها في حلف الناتو غير قادرة على تركه في محيط مشتعل. ثمّ إن روسيا لا تستطيع التعويض عن الولايات المتحدة، ولا يمكن الاعتماد عليها حليفًا موثوقًا به، خاصةً أنّ ثمة تفاوتًا في الرؤى التركية - الروسية حيال ملفات كثيرة.
في المقابل، فإنّ الولايات المتحدة في حاجة إلى تركيا في منطقة الشرق الأوسط؛ فهي دولة مسلمة كبيرة ترتبط مع واشنطن في عضوية حلف الناتو، وتملك ثاني أكبر جيوشه، وللولايات المتحدة وحلف الناتو عدد من المنشآت العسكرية على أراضي تركيا، بما في ذلك قاعدة إنجرليك وإزمير الجويتان.
وتستخدم قوات التحالف الدولي قاعدة إنجرليك في شن هجمات جوية على داعش في سورية، كما أنّ فيها قاعدة تابعة للمخابرات الأميركية ومنظومة إنذار مبكر تخص منظومة الدفاع الصاروخي الأوروبية التابعة للحلف.
وفي قاعدة إنجرليك نحو 2700 جندي وموظف أميركي، وتضم العشرات من الأسلحة النووية التكتيكية. أما إزمير فإنها تحتضن مقر قيادة القوات البرية لحلف الناتو. وبناءً عليه، فإنّ من شأن شرخ في العلاقات بتركيا، أن يؤثّر في توازنات في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن تداعياته المحتملة على أمن أوروبا نفسها، بما في ذلك تدفّق اللاجئين السوريين نحو حدودها.
إذ إنّ تركيا تمثّل نقطة الوصل بين آسيا وأوروبا. وبسبب حجم تركيا، وموقعها الإستراتيجي وقربها كذلك من سورية والعراق، فإنّ الولايات المتحدة تحتاج إليها في حربها على داعش، وفي موازنة التمدد الإيراني والروسي في المنطقة.
وعلى الرغم من أن بعض المصادر التركية سبق أن ألمحت إلى إمكانية إغلاق قاعدة إنجرليك في وجه الولايات المتحدة وحلف الناتو، فضلًا عن التلميح بإعاقة تقدم القوات الكردية المدعومة أميركيًا نحو الرقة، فإنّ تركيا لم تنفذ أيًا من تلك التهديدات التي يبدو أنها تندرج في سياق الضغط لا أكثر.
بل إنّ وزارة الدفاع الأميركية أكدت خلال التوتر الدبلوماسي الحالي أنّ العمليات العسكرية المنطلقة من تركيا لم تتأثر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!