ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
ما شهدته مدينة كركوك من أحداث مؤخرًا كان هزيمة كبيرة بالنسبة لرئيس الإقليم الكردي في شمال العراق مسعود بارزاني. فحكومة الإقليم لم تكن تتوقع على الإطلاق أن يسير الجيش العراقي برفقة الحشد الشعبي إلى كركوك.
عندما تحدثت مع مصادري في أربيل، أخبرتني أن الحكومة العراقية تلقت تعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية بعدم المساس بالإقليم، وهذا ما كتبته في مقالة سابقة لي.
التعليمات الأمريكية المذكورة وصلت رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، لكن المشكلة هنا هي الفوضى التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية في الداخل.
فكل يغني على ليلاه في واشنطن، البنتاغون يضرب على وتر، والبيت الأبيض يضرب على وتر آخر، وليس هناك أي وضوح في السياسة الأمريكية حول الشرق الأوسط.
استغلت إيران هذا الفراغ، وعمدت إلى إدخال الجيش العراقي والحشد الشعبي إلى كركوك. وبطبيعة الحال، لم يكن هذا النجاح سهل المنال إلى هذا الحد لولا دور حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
ولو لم يكن هناك اتفاق بين البيشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني، التي كانت تسيطر على كركوك، وبين الحشد الشعبي وإيران من جهة أخرى، لما تحققت السيطرة للحكومة العراقية على كركوك بتلك السهولة.
وبحسب ما علمته من مصادري فإن الحاضنة الشعبية لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك والسليمانية ممتعضة ومستاءة للغاية من سياسة الحزب هذه، وتعتبر أن ما حدث بمثابة خيانه للأكراد.
بيد أن المنطقة تشهد تطورات ملفتة في الوقت الحالي... فقبل يومين أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالًا هاتفيًّا.
وذكرت الأنباء أن بوتين ونتنياهو تناولا خلال الاتصال مسألة استفتاء انفصال الإقليم الكردي عن العراق، دون تقديم تفاصيل أخرى.
لكن بحسب مصادر أعرفها في أربيل وكركوك فإن بوتين، بناء على إصرار نتنياهو، طلب أن تبطئ القوات العراقية في كركوك من تقدمها في المدينة، وألا تدخل إلى مركزها.
ولعل من المفيد أن نذكر هنا إعلان شركة روسنفت الحكومة الروسية، قبل يومين، عن توقيع اتفاقية نفط جديدة مع حكومة الإقليم الكردي. ويأتي هذا الإعلان بعد اتفاقيات أبرمتها الشركة قبل مدة قصيرة مع الإقليم.
كل هذه التطورات تنبئ بحقيقة واحدة، وهي أن روسيا تشمر عن ساعديها من أجل ملء الفراغ الأمريكي في العراق بعد سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس