ترك برس
منذ إطلاق كوريا الجنوبية (الهاليو) أو الموجة الكورية الثقافية وتصديرها إلى العالم، أصبح معجبو "الكيبوب" (الأغاني الكورية والتي غالبًا ما تكون مصحوبة مع رقصات) والدراما الكورية في معظم دول العالم، ومن بينها تركيا.
توجد في تركيا قاعدةٌ جماهيرية كبيرة للأعمال الفنية الكورية، وتُترجم معظم الأعمال الكورية إلى اللغة التركية فور عرضها على التلفزيون الكوري، بالإضافة لعشرات اللغات الأخرى. ولقد أصبح لقاءُ المشاهير الكوريين أو حضور حفلاتهم أكثر من مجرد رغبة وإنما حلم. هذا الحلم الذي راود الكثيرين، ومن بينهم هافين عائشة بالداز، الفتاة التركية ذو الـ 13 عامًا من مدينة مرسين جنوب تركيا.
تشجع هافين، التي تصارعُ مرض السرطان، فرقةً كورية تُدعى بي تي اس BTS، وتحلمُ بلقاء أعضائها الذين قامت بتشجيعهم منذ بداية ترسيمهم حينما كانوا فرقةً محلية تحاول أن تشتهر على مستوى كوريا الجنوبية، إلى أن أصبحوا فرقةً عالمية تمتلك قاعدة جماهيرية في جميع أنحاء العالم.
إلا أن ذلك الحلم كان يبدو مستحيل التحقق، بسبب الظروف المادية الصعبة التي تمر بها عائلة هافين. وبالرغم من تلك الظروف، تسعى عائلتها بكل ما أمكن إلى تحقيق حلم ابنتها التي تكافح آلام وأوجاع السرطان برغم صغر سنها، حتى أن والدها عبد الباقي، الموظف المدني المتقاعد، كان يسعى للحصول على قرضٍ يسمح لابنته بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستحيي فرقتها المفضلة بي تي اس حفلًا غنائيًا هناك.
وصلت قصة هافين إلى الصحافة والإعلام، وقام العديدُ من الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة بتغطية قصتها التي آلمت الجميع، حتى وصلت حكايتها إلى كوريا الجنوبية. تعاطفت كوريا مع الطفلة وقررت تحقيق حلمها، فقام فريق الموظفين من مكتب السياحة الكوري في إسطنبول، بزيارة هافين في منزلها وإعلامها بأنهم قد قاموا بحجز تذاكر سفر لها ولعائلتها إلى العاصمة الكورية الجنوبية، سيؤول.
لم تستطع إخفاء دموع الفرح وقالت: "كنت أرغب بزيارة كوريا الجنوبية كثيرًا، لا أستطيع تصديق أنني سأذهب إليها أخيرًا. إنني سعيدةٌ ومتحمسة جدًا الآن".
تقول هافين التي تخضع للعلاج الكيماوي منذ أربع سنوات مضت، عن بداية تعرفها على عالم الكيبوب: "لقد أحببتُ الكيبوب منذ أن شاهدتُ شريط فيديو موسيقي لفرقة كورية، فقمتُ بالبحث على الإنترنت لأجد العديد من المعلومات عن فرقٍ كورية غنائية مختلفة، وأعجبتُ بهم كثيرًا. حتى أصبحت واحدةً من مئات ملايين المعجبين والمعجبات بالكيبوب حول العالم".
تزور فرقتها المفضلة بي تي اس، الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا، من أجل المشاركة في عددٍ من البرامج التلفزيونية وحضور تكريمهم بالجوائز الدولية التي فازوا بها. لذا، فمن غير الواضح ما إذا كانت هافين ستتمكن من اللقاء بهم، نظرًا لانشغالهم، لكنها مع ذلك لا زالت متحمسة لإتاحة الفرصة لها لاكتشاف كوريا الجنوبية التي عرفت الكثير عنها وأحبتها من خلال الدراما الكورية والإنترنت.
تقول هافين: "اعتقدتُ أنني قد أحظى بفرصة لدخول كوريا يومًا ما عندما أكبر، لكنني أشعر بسعادة غامرة لأن ذلك يحصل الآن". وتضيف: "إن تركيا وكوريا الجنوبية بلدين صديقتين، وشعبيهما كذلك أيضًا. وأنا أتطلع بشوقٍ لرؤية ما قد تبدو عليه عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول".
وقد أعربت عائلتها عن سعادتها الكبيرة لأن حلم ابنتها التي تصارع المرض والأوجاع رغم صغر سنها قد تحقق أخيرًا. وقاموا بشكر مكتب السياحة الكوري الجنوبي ووسائل الإعلام التركية الذين ساهموا في إسعاد طفلتهم وإدخال الفرح والسرور إلى قلبها.
وقال لي جي سانغ، من مكتب السياحة الكوري الجنوبي في اسطنبول، إنه قد أراد هو وفريق العمل تحقيق شيءٍ بعد أن قاموا بسماع قصتها عبر وسائل الإعلام التركية.
يقول جي سانغ: "إننا نحتفل اليوم بالعام الستين من العلاقات الدبلوماسية بين دولنا، ونحن مثل الإخوة والأخوات. ومن المهم تحقيق حلم هذه السيدة الشابة". مضيفًا أنهم قد قاموا إلى جانب حجز الرحلة، بترتيب فحصٍ طبي لهافين، ستخضع له عند الوصول إلى كوريا الجنوبية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!