جانداش طولغا إشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
عمل الإعلام التركي على إبراز الجزء الخاص ببلاده من سلسلة تغريدات نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل يومين في حسابه على موقع تويتر، غير أن التغريدة التالية كانت من أكثر التغريدات المذكورة جذبًا للانتباه:
"سأعيد الأمور إلى نصابها في الشرق الأوسط.
ارتُكبت أخطاء أدت إلى فقدان الكثيرين حياتهم علاوة على خسارة 6 تريليونات من الدولارات، سأقوم بتصحيح هذه الأخطاء أولًا...
منذ البداية ما كان علينا أن ندخل إلى هناك".
هناك قضيتان ساخنتان متداولتان هذه الأيام في منطقة الشرق الأوسط، التي ادعى ترامب أنه سيعيد الأمور فيها إلى نصابها. الأولى هي الهجوم الإرهابي المرعب، الذي استهدف مسجدًا في سيناء بمصر.
وبالمناسبة، يا ترى ما هي الوصفة التي قدمها الرئيس الأمريكي، وهو من نصّب نفسه "منقذًا جديدًا" للشرق الأوسط، لمصر بشأن مكافحة الإرهاب؟ هل طلب منها بناء جدار حدودي، أم فرض حظر دخول أراضيها على مواطني بعض البلدان؟
أما القضية الثانية التي تشغل الشرق الأوسط في الوقت الراهن فهي توجيه تهمة التجسس إلى 29 شخصًا تم توقيفهم في مصر.
فماذا فعل هؤلاء الـ 29 شخصًا؟
يزعم الإعلام المصري أن الأشخاص الموقوفين قاموا بأنشطة جاسوسية لصالح تركيا، ترمي إلى تنفيذ انقلاب في مصر، وإلى دفع حركة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم.
الحكومة المصرية، التي تسلمت زمام الأمور في البلاد عن طريق الانقلاب، تسعى لإثارة زوبعة في العالم العربي بواسطة إعلامها، واتهام تركيا بمحاولة تنفيذ انقلاب عليها.
ومع استمرارها بشكل ممنهج في القارة الأوروبية، وانتقالها إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قضية رجل الأعمال التركي ذو الأصول الإيرانية رضا ضرّاب، ويبدو أن هناك مساعٍ من أجل نقل الحملة المعادية لتركيا إلى العالم العربي أيضًا.
ينبغي على تركيا أن تقدم الرد المناسب على هذه الافتراءات بأشد الأساليب. فغاية الحكومة التي استولت على الحكم في مصر عن طريق الانقلاب، من هذه المكيدة هي فتح جبهة معادية لتركيا في العالم العربي.
كل ما أتمناه أن يكون صانعو القرار في أنقرة قد رأوا هذه المكيدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس