ترك برس
توجه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم الاثنين إلى كوريا الجنوبية في مستهل زيارة رسمية تستغرق 3 أيام تلبية لدعوة من نظيره الكوري الجنوبي "ليناك يون".
وبحسب خبراء سياسيين واقتصاديين فإن زيارة يلدريم هذه لها أبعاد معنوية أخرى أكثر من كونها مجرد زيارة رسمية لمسؤول تركي إلى كوريا الجنوبية، وذلك لتزامن الزيارة مع الذكرى الـ 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وسيؤول، خاصة وأن الذكرى الـ 60 في الثقافة الكورية بمثابة "ميلاد جديد".
في هذا الخصوص يرى تامر ساكا رئيس مجلس الأعمال الكوري - التركي، التابع لهيئة العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية "DEİK"، أنّ الاستثمارات الكورية الجنوبية في تركيا تشكل أرضية صلبة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأن زيارة يلدريم الحالية ستتصدرها العلاقات الاقتصادية والاستثمار المتبادل، فضلاً عن الأهمية المعنوية للزيارة.
وفي تصريح أدلى به "ساكا" لوكالة الأنباء التركية "الأناضول"، قال فيه إن الاستثمارات الكورية الجنوبية تساهم في زيادة فرص العمل والإنتاج والصادرات بالنسبة للاقتصاد التركي، مبيناً أن هناك فارقا كبيرا في حجم التجارة المتبادلة بين البلدين لصالح سيؤول، ومشيراً إلى وجوب زيادة الصادرات التركية بقدر الإمكان، أما الواردات فيجب أن تنعكس بشكل إيجابي على الإنتاج التركي فائق التقنية، على حد قوله.
ونوّه "ساكا" إلى وجوب التركيز في العلاقات التركية الكورية على جوانب متعددة، إذ يجب ألا تقتصر على جلب الاستثمارات أو التجارة المتبادلة فقط، موضحاً أن مقابل كل دولار تصدره تركيا إلى كوريا الجنوبية تستورد منتجات من هذا البلد بقيمة 12.3 دولار.
ولفت المسؤول التركي إلى أنّ الفجوة التجارية بين تركيا وكوريا الجنوبية بدأت تنكمش رويدا رويدا في السنوات الثلاث الماضية، وأن هذه الفجوة لا يمكن إغلاقها على المديين القصير والمتوسط.
وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات الكورية الجنوبية في تركيا، أوضح "ساكا" أنه يبلغ أكثر من ملياري دولار، من خلال مجموعة شركات يزيد عددها على 300 شركة، أبرزها شركات "هونداي و"إل جي" و"سامسونغ".
وبحسب "ساكا" فإن الجانب المهم في هذا الشأن ليس العائدات المالية من الاستثمار بل اكتساب تركيا للتكنولوجيا في المستقبل.
يُشار إلى أن أنقرة وسيؤول ألغتا تأشيرة الدخول بينهما، وبحسب معطيات منظمة السياحة الكورية فقد زار تركيا في السنوات الخمس الأخيرة 930 ألف كوري جنوبي، فيما زار الأخيرة من السياح الأتراك نحو 110 آلاف، كما أن أنقرة وسيؤول أعلنتا عام 2017 عام الثقافة بين البلدين، وجرى تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية فيهما.
ودخلت اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين في مايو/ أيار 2013، وبلغ حجم التجارة بين البلدين في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري 5.8 مليار دولار، بلغت الواردات التركية من هذا البلد 5.4 مليار دولار مقابل صادرات بقيمة 440 مليون دولار، وذلك بحسب معطيات هيئة الإحصاء التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!