ترك برس
نشر موقع "فستنيك كفكازا" الروسي مقالا للمحلل أورخان ساتاروف، رأى فيه أن الولايات المتحدة لا تستطيع إنقاذ الميليشيات الكردية من الهجمات التي تشنها تركيا لطردهم من مدينة عفرين، لأن واشنطن لا تنوي التضحية بعلاقاتها مع أنقرة من أجل مشروع إقامة دولة كردية.
وأضاف رئيس قسم أوروبا في الموقع، أن الرئيس التركي أردوغان بإطلاقه عملية غصن الزيتون ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب يسير من جديد ضد إرادة شركائه الغربيين وحلفاء الناتو، ولا سيما الولايات المتحدة بعد أن هدد بتوسيع العملية إلى مدينة منبج وصولا إلى الحدود مع العراق.
ولفت ساتاروف إلى أن اتهام الدول الغربية أنقرة بتقويض الاستقرار في هذه المنطقة من سوريا، وأن الإجراءات التركية تتعارض مع المحاولات الدولية لهزيمة داعش، بأنها اتهامات لا أرضية لها، لأنه أصبح واضحا أن داعش لا تشكل أي تهديد خطير لسوريا في الوقت الراهن، وخاصة بعد إعلان الجيش الروسي في ديسمبر الماضي الهزيمة النهائية للجماعة الإرهابية، علاوة على أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن أعلن أن داعش فقد 95٪ من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق.
ووفقا لساتاروف، فإن الرهان العسكري الأمريكي على وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية التي تحافظ على علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني، تمليه رغبة الأمريكيين في الحصول على موطئ قدم قوي في سوريا، وأن تسليم واشنطن صواريخ محمولة مضادة للطائرات للميليشيات الكردية، لم يكن موجها ضد داعش، وإنما لحمايتها من الأطراف التي تمتلك طائرات عسكرية، وهي روسيا وتركيا والنظام السوري.
ورأى أنه إذا نجحت الولايات المتحدة في تنفيذ مشروع الدولة الكردية، فإنها ستحصل على أداة قوية للضغط على تركيا المتمردة التي تسيطر بالفعل على الحدود السورية التركية بأكملها، وستكون قريبة جدا من القواعد الروسية. ومن هنا جاءت المعارضة القوية من جانب الأطراف الفاعلة في الصراع السوري، وهي روسيا وتركيا وإيران.
وقال ساتاروف إن روسيا وإيران رغم موافقتهما على العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ، وعدم رغبتهما في تعزيز الموقف الأمريكية في سوريا،فإنهما تريان أن إنشاء محمية تركية كاملة في شمال البلاد ليس أيضا مربحا لهما، وهو ما ستسعى القيادة التركية دون شك إلى تحقيقه، على حد قوله.
وختم ساتاروف مقاله بالقول إن وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية تواجه أصعب موقف في الوقت الراهن، بعد أن بالغت في تقدير قوتها، وقد تركت اليوم وحدها في مواجهة خصم قوي هو تركيا، حيث أن التصريحات الأخيرة للبيت الأبيض تكشف إن واشنطن لا تنوي الضحية بعلاقاتها مع أنقرة من أجل المشروع الكردي المحفوف بالمخاطر.
وأضاف وفي ظل الوضع الحالي، أصبح تعديل سياسة وحدات حماية الشعب / قوات سوريا الديمقراطية التي نفذت سياسة التطهير العرقي في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرتها، مسألة وقت.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!