ترك برس
تتواصل عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، لتطهير منطقة عفرين ممن وصفتهم بإرهابيي "ي ب ك/ب ي د" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" المصنف إرهابياً. ومع دخول العملية التي يجريها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر، أسبوعها الثالث، أعلنت رئاسة الأركان التركية عن المحصلة الأخيرة، وهي تحييد 935 من عناصر "ب ي د/ي ب ك"، والسيطرة على بلدة واحدة و21 قرية وعشر تلال استراتيجية ومزرعة، أي ما مجموعه 33 نقطة منذ بدء العملية.
ومع انطلاق العملية وإحرازها تقدماً ملحوظاً، صرح العديد من الساسة الأتراك وأبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باعتزام أنقرة نقل "غصن الزيتون" إلى منبج والاستمرار حتى الحدود العراقية، ما دفع المسؤولين الأمريكان لدعوة أنقرة إلى تحديد مدة ونطاق العملية على عفرين، والتحذير من التوجه نحو منبج، مع الإشارة إلى وجود قوات أمريكية هناك، وبالتالي تكون احتمالية المواجهة بين القوات الأمريكية والتركية كبيرة.
انتقدت تركيا بشدة مطالب تحديد العملية زمنياً ومكانياً، مبينة أن أمنها القومي يتعرض للخطر، فضلاً عن استهداف ولاياتها الحدودية مع سوريا من قبل عناصر "ب ي د/ي ب ك". كما شددت أنقرة على إصرارها واعتزامها الاستمرار في العملية حتى القضاء على كافة التهديدات مهما كانت مصدرها، في إشارة إلى منبج ومناطق شرقي الفرات ذات النفوذ الأمريكي.
في هذا الإطار، نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالاً للكاتب الصحفي التركي أوكتاي يلماز، تناول فيه مستجدات وتطورات عملية "غصن الزيتون"، وذكر بعض الحقائق المتعلقة بها، فضلاً عن تطرقه إلى حقيقة اعتزام أنقرة الاستمرار بالعملية العسكرية حتى منبج والحدود العراقية.
ووفقاً للكاتب التركي، يبدو أن واشنطن في حيرة من أمرها ولا تعلم ماذا تفعل، هل تقف إلى جانب حليفها التقليدي والقوي أنقرة، أم تمضي في تحالفها مع المجموعات الانفصالية التي تنظر إليها تركيا على أنها إرهابية تهدد أمنها القومي؟ واصفاً دعوة مسؤولين أمريكيين الجيش التركي إلى تحديد مدة العملية، وتوخي الدقة بخصوص سلامة المدنيين، بأنها "مثيرة للسخرية!"، وموضحاً ذلك بأن أمريكا التي تحتل أو تهيمن على بلدان من العالم الإسلامي ومسؤولة عن قتل ملايين المدنيين، تدعو تركيا إلى توخي الدقة بخصوص حياة المدنيين!
ويضيف "يلماز" قائلاً: "هناك تأكيد بخصوص نية واشنطن العمل مع أنقرة في المنطقة، فهي حين رأت جدية تركيا وحزمها في حماية أمنها وإفساد مشاريع تقسيم المنطقة، بدأت تتحدث من جديد عن إمكانية تأسيس حزام أمني على طول الحدود السورية التركية، ويبدو أن الهدف من هذا الاقتراح إيقاف عملية غصن الزيتون، ولكن ردّ أنقرة كان صريحاً: إننا لا نثق بكم وعملية غصن الزيتون ستستمر حتى تحقيق جميع أهدافها."
وحول ما أثير عن احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين الجيش التركي والعناصر الأمريكية في المنطقة، يعرب الكاتب عن اعتقاده أنه لن تحدث في عفرين أي مواجهة بين الدولتين لعدم وجود تلك العناصر هناك، أما في منبج فستضطر أمريكا إلى سحب عناصرها منها عندما تصل عملية غصن الزيتون هناك وترى جدية الجيش التركي. فقد كانت هناك تعهدات ووعود سابقة صدرت من الرئيس الأمريكي بهذا الخصوص لم تلتزم بها واشنطن وحان الأوان كي تلتزم بها، وفقاً للكاتب.
ويشير الكاتب الصحفي إلى وجوب التنسيق بين الجانبين التركي والأمريكي لتفادي صدام محتمل هناك، وذلك حين تبدأ المرحلة الثالثة والنهائية من عملية تحرير الحدود الجنوبية لتركيا في شرقي نهر الفرات، موضحاً أنه حينها يمكن إنشاء حزام أمني من شرق الفرات حتى الحدود العراقية بعمق ثلاثين أو أربعين كيلومتراً بحسب الاحتياجات الأمنية لتركيا، وفي هذه الحالة سيزول احتمال المواجهة بين الجيشين التركي والأمريكي الحليفين في الناتو!
وفيما يتعلق بسير العملية ببطء، يفسّر الكاتب ذلك بحرص تركيا الكبير على سلامة حياة جنودها، والحرص الأكبر على سلامة المدنيين، لافتاً إلى أنه لولا هذا الحسبان، لكانت العملية أنجزت بسرعة أكبر.
ويوضح "يلماز" أن الأهداف الحصرية للعملية العسكرية التي يعتبرها مرحلة ثانية بعد "درع الفرات" لتطهير الحدود الجنوبية التركية من العناصر الإرهابية، هي تنظيم "بي كي كي" وامتداده السوري الذي ينشط تحت مسميات مختلفة.
ويستدل الكاتب بأن العملية لا تستهدف المواطنين الأكراد، بلجوء العشرات من المنظمات والأحزاب الكردية ومئات آلاف الأكراد السوريين إلى الأراضي التركية مما وصفه بظلم واستبداد تنظيمات "ي ب ك/ب ي د/بي كي كي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!