امتلاك العقارية - ترك برس
أركان الاستثمار في تركيا
العقارات... الإعلانات... الإنترنت... تركيا...
تلك الأركان الأربع للاستثمار العقاري الناجح، فالعقار سيد الاستثمار، والإعلان بوابة العقار، والإنترنت هو السوق الأكبر، وتركيا بلد الاستثمار والنهضة العقارية بسبب الموقع والسياسة الحكومية والحيوية الاجتماعية والتجارية... وقد استقطب القطاع العقاري مؤخراً ما يقرب من 30 بالمئة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر!
هيمنة الإنترنت على سوق العقار في تركيا
في عصرنا الحالي، أصبح الإنترنت الخيار الأول للراغبين في دخول سوق الاستثمار العقاري، بنسب تجاوزت 90 بالمئة في بعض الدول، وصارت الخيارات التقليدية: سماسرة العقار التقليديين، والإعلانات الطرقية، والإعلانات المطبوعة في الصحف والمجلات... خيارات في الدرجة الثانية.
وخلصت دارسة إحصائية في العام 2005، إلى أنه تم تخصيص 11 بالمئة فقط من ميزانيات الإعلانات لدى الشركات العقارية للمنصات الإلكترونية، وبحلول العام 2010 ارتفعت النسبة إلى نحو 64 بالمئة... أما اليوم فلا ريب أن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، وربما اقتصرت الشركات على الإعلان في تلك المنصات فقط!
الشركات العقارية التركية - العربية
وقد كان للمسوقين العرب على منصات التواصل الاجتماعي خاصةً، قصب السبق في استقطاب المستثمرين من خارج تركيا، حيث تنوعت العروض والخدمات والتسهيلات التي يقدمونها للمستثمر العقاري أو الراغب بالتملك في تركيا.
منصات التواصل والإعلانات العقارية
لقد نالت منصات التواصل الاجتماعي نصيباً وافراً من المعلنين، لكثرة شيوعها، وانخفاض أسعار إعلاناتها قياساً بغيرها، ولما تتيحه من إمكانات دقيقة في تحديد شرائح الجمهور المستهدف وفقاً لمعاير كثيرة، مثل: الفئة العمرية واللغة والنطاق الجغرافي والاهتمامات؛ مما ينعكس إيجاباً على توصيل الرسالة التسويقية المطلوبة بالطريقة المثلى... كل ذلك جعل من النادر أن يتصفح مستخدم عربي موقع فيسبوك أو إنستغرام أو تويتر أو حتى مدونات عامة... دون أن تطالعه عدة إعلانات عقارية يومياً.
وبالمقابل فقد مهَّدت هذه الإعلانات العقارية الطريقَ لتوسيع قاعدة الاستثمار العقاري العربي في تركيا، وذلك ضمن سلسلة خطوات متكاملة تقوم بها الشركات العقارية التي تخاطب المستثمرين العرب.
شركة امتلاك العقارية نموذجاً
لنأخذ على سبيل المثال شركة امتلاك العقارية الذائعة الصيت، بصفتها في مقدمة الشركات العقارية التركية المتوجهة للعرب، حيث يمتد نشاطها التسويقي على كافة مراحل التملك العقاري، ابتداء من فكرة تملك العقار حتى استلامه، ويمكن تلخيص نشاطها على النحو التالي:
- إيجاد الرغبة في التملك العقاري في تركيا، من خلال تسليط الضوء على نمو البنية التحتية في تركيا "جنة الأرض"، وأبرز أخبار تركيا، والنجاحات التي تحققها تركيا أولاً بأول...
- عرض إحصائيات دورية لبيع العقارات في تركيا، ونشر مقالات تهم المستثمر.
- ترجمة القوانين العقارية والاستثمارية التركية إلى العربية والإنكليزية.
- تقديم سلسلة من برامج التثقيف العقاري مثل سلسلة (العقار خير قرار).
- خدمات الترجمة وكسر حاجز اللغة بين التركية والعربية أو الإنكليزية.
- تقديم عروض وتسهيلات تهم المستثمر العقاري وتشجعه.
- التعريف بأنسب المشاريع المتاحة، التحذير من المطبات العقارية، والتوعية قبل شراء العقار.
- الاستشارة العقارية الشاملة والمجانية.
- خدمات الشركة قبل البيع وأثناءه: ابتداء من الاستقبال من المطار، وحجز أماكن الإقامة، والجولات العقارية لاختيار أفضل المناطق الاستثمارية، وصولاً إلى متابعة إجراءات التعاقد والبيع واستخراج السجل العقاري.
- خدمات ما بعد البيع: كالصيانة والتصميم والديكور والتعديل واختيار الأثاث، وكذلك متابعة الشؤون القانونية والمالية كدفع الضرائب العقارية في مواعيدها، وسداد مبالغ العائدات دورياً، واستلام قيمة الإيجار من المستأجر وتحويلها لحساب المالك، وغير ذلك من الخدمات التجارية والخدمية التي تندرج تحت بند إدارة الأملاك العقارية، التي ينشدها المستثمر، ويبحث عن جهة معتمدة توفرها له...
تسويق العقار بدون إعلان
لنتصور كيف يمكن للشركات العقارية إيصال رسالتها وخدماتها للمهتمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ظل محدودية وصول المنشورات غير الممولة! لن تجدي معظم حملات التسويق في هذه الأيام بعد أن ضيقت تلك المنصات نطاق الوصول الطبيعي على حساب الإعلانات الممولة، الأمر الذي اضطر الشركات إلى الإعلانات الممولة بصفتها الأسلوب شبه الوحيد للوصول إلى الزبائن المحتملين، لا سيما أن تلك الوسائل قد صنّفت مستخدميها تصنيفاً قوياً، بحيث تقترب من إيصال الإعلان المناسب للشخص المناسب، وكيف يصل التسويق في تركيا إلى المعنيين في الدول العربية دون ترويج أو إعلان مدفوع؟
جوجل وما أدراك ما جوجل
جوجل ذلك الكائن المدهش، الذي يعرف عن المستخدم أحياناً أكثر من أخيه، يقدم للشركات والمعلنين مغريات اقتصادية حقيقية وملموسة، يعرفها من ذاق عسلتها وطعمها، فهو يلتهم حصة الأسد من ميزانية المعلنين من جهة، ويطارد المهتمين والراغبين بالعقار ويخرج عليهم من كل حدب وصوب، وما إن يشتم رائحة اهتمام بالعقار من مستخدم الإنترنت حتى يقدم له ألوان وفنون الإعلانات العقارية القريبة من رغبته، وكلما اهتم المستخدم بالعقار أكثر، زادت عروضه له أكثر، وكلما دفع المعلنون له أكثر أعطاهم ثماراً ونقرات أكثر...
لذلك فإن عبارة "أين المفرّ؟" تصدق أن تقال للمعلنين والمستخدمين على حد سواء! لا سيما في بلد يشهد ثورة في عالم العقار كتركيا.
المنافسة أُمّ الإعلان
ولعل المنافسة العقارية الشديدة بين شركات العقار في تركيا، تزيد من لجوئها إلى الإعلانات، لئلا يستأثر المعلنون بالسوق على حساب غير المعلنين، وكذلك فإن هذه المنافسة الإعلانية ربما شكلت عامل قوة لصالح الزبون، حيث توفر له المعلومة والخيارات دون عناء، وبمنتهى اليسر والسهولة، وما عليه إلا أن يوازن بحكمة بين مصادر التسويق الكثيرة هذه.
عشوائية الاستهداف والظهور وخطأ المعلومات... سر الإزعاج
أربعة عوامل تتحمل مسؤولية الإزعاج في الإعلانات:
حدة المنافسة التجارية، والإفراط في توزيع ميزانيات الإعلان، حيث يطمع كل معلن بالوصول أكثر إلى جمهور أكبر، فيرفع ميزانيته.
الاختيار غير المدروس للجمهور المستهدف: معظم وسائل الإعلان الإلكتروني تتيح ميزة اختيار وتحديد نوع الجمهور المستهدف، وتختلف فيما بينها في جودة ودقة الوصول إلى الجمهور المناسب، كما أن براعة المعلن وخبرته أو جهله وعشوائيتها في اختيار الجمهور، له دور رئيس في الظهور للشخص المناسب، أو الظهور لأشخاص غير مهتمين وغير معنيين بالإعلان.
سياسة الوسيلة الإعلانية في الظهور: حيث تُظهِر غالباً الإعلان نفسه للشخص نفسه عدة مرات، وربما تصل إلى عشر مرات، وهذا يؤدي فعلاً إلى إزعاج المستخدم حتى لو كان مهتماً بالعقار والإعلان.
المعلومات الشخصية غير الدقيقة حول المستخدم: كثير من المستخدمين لا يسجلون بياناتهم الصحيحة، حرصاً منهم على أمن معلوماتهم، وربما تغيرت بعض اهتماماتهم ومكان إقامتهم ولم يغيروها في صفحاتهم، وهذا يؤدي إلى نتائج غير دقيقة في عملية الاستهداف، ومن ثم يؤدي إلى إزعاج محتمل للأشخاص غير المهتمين.
الشركات الوهمية: إن الإعلان عبر المنصات الإلكترونية لا يتطلب توثيقاً دقيقاً للجهة المعلنة غالباً، وهذا يفسح المجال للشركات المزيفة والوهمية للدعاية والإعلان، ويستطيع المسوقُ أياً كان أن يعلن عن عقارات ومشاريع "حقيقية أو وهمية" سواء كان في تركيا أو أوربا أو أفريقيا بكل سهولة، وهذا الأمر ربما يسيء للشركات الحقيقية والمشاريع الجادة.
الحذر مطلوب قبل شراء العقار
لا بد للمستثمر والراغب في التملك أن يتخذ أقصى سبل الحيطة والحذر، في التعامل مع مثل هذه الإعلانات، فلا ينساق وراء الوعود البراقة، أو الصورة الخادعة، ولا ينجذب لدعايات تسهيل التقسيط والدفعات والوعود دون تمحيص، لا سيما إذا وجد مبالغة فجة في الإعلان، بل ينبغي أن يتحرّى أهل الخبرة والاختصاص، والشركات المرخصة والتي لها تاريخ وسمعة طيبة في سوق العقار، لاسيما في تركيا، حيث تكثر شركات العقار على نحو كبير جداً.
واقع مفروض
أخيراً، لا يمكن أن يقال عن الإعلانات العقارية سوى أنها أصبحت واقعاً شبه مفروض على المستخدمين والمعلنين، يتحمل تكاليفه المعلنون ويتحمل إزعاجه المستخدمون، ولكن الأمر لا يخلو من فائدة للطرفين غالباً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!