ترك برس
على النقيض من الخط الإعلامي الذي تتبناه وسائل الإعلام الإماراتية في الفترة الأخيرة من هجوم على تركيا والتقليل من حجم إنجازاتها، رأت صحيفة ذا ناشونال الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية أن تركيا اقتربت خلال الأيام الأخيرة من تحقيق أهدافها في مدينة عفرين، بعد أن نجحت سياسته الحازمة في استمالة الولايات المتحدة وروسيا إلى جانبها.
ونشرت الصحيفة مقالا للمحلل الأمريكي من أصل سوري، حسن حسن، ناقش فيه الأسباب التي دفعت النظام السوري إلى توقيع اتفاق مع الميليشيات الكردية يسمح للقوات الموالية للنظام بدخول عفرين بهدف عرقلة التقدم العسكري التركي.
وقال حسن إن تركيا تسعى إلى التوصل إلى تسوية دائمة تعالج مخاوفها الأمنية الوطنية في هذا المجال. وللقيام بذلك، فإن لها ثلاثة أهداف رئيسية هي: إجبار المسلحين الأكراد على التخلي عن السيطرة على المدينة بطريقة ما، وإقامة حزام أمني على طول حدودها شمال عفرين وغربها ، ودفع الأمريكيين إلى أخذ مخاوفهم على محمل الجد.
وأضاف أن تركيا اقتربت في الأيام الأخيرة من تحقيق الأهداف الثلاثة في آن واحد، حيث أصبح صناع القرار الأمريكيون أكثر قلقا بشأن الموقف التركي الحازم في سوريا، وتبذل جهود من أجل سد الهوة بين شريكي الناتو. كما استأنفت روسيا ووحدات حماية الشعب المحادثات للسماح للنظام السوري بدخول عفرين، من خلال صيغ مختلفة تم التفاوض عليها بين الجانبين، وأخيرا اقتربت تركيا من إنهاء الوجود الكردي على طول حدودها شمال وغرب عفرين.
ولفت الكاتب إلى أن ترحيب تركيا بسيطرة قوات النظام السوري على عفرين أمر لا جدال فيه وقد ألمح إليه المسؤولون الأتراك ورحبوا بهذا السيناريو في أماكن مثل منبج ودير الزور، ولكن تغير لهجة تركيا وتوجيهها ضربات لقوات النظام التي حاولت دخول عفرين كانت له أسباب.
وأوضح أن روسيا وتركيا تريدان من وحدات حماية الشعب التخلي عن السيطرة على عفرين. كما أراد النظام في الأصل التوصل إلى اتفاق مع وحدات حماية الشعب على غرار صفقات "المصالحة" التي عقدها بما في ذلك تسليم الأسلحة الثقيلة، مع السماح للميليشيات الكردية أسلحة خفيفة ووضع رجلها في نقاط التفتيش.
وأضاف أن تلك الصفقة بين النظام وميليشيات وحدات حماية الشعب لم تحقق شيئا مطلقا من النتائج التي توختها تركيا، لأن هذه الصفقة تعني ببساطة إن تنضم الميليشيات الشعبية الموالية لنظام الأسد إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب في تسيير نقاط التفتيش الكردية، في الوقت الذي لم تكمل فيه تركيا بعد إنشاء حزام أمني بالقرب من عفرين. ولذلك رفضت أنقرة هذه الخطة غير المتوازنة التي لن تحقق أيا من أهدافها.
وقال الكاتب إن هناك أسبابا دفعت النظام السوري لاختيار هذه الصفقة مع الميليشيات الكردية على الرغم من أن الحل التوفيقي الذي تريده روسيا وتركيا سيعود بالنفع عليه، لأنه سيتيح له السيطرة على مدينة استراتيجية في موقع جيد بالقرب من معاقل المعارضة المسلحة.
وأشار إلى أن من بين التفسيرات المحتملة، التي قدمها مصدر سوري مطلع على المفاوضات، هو أن دخول الميليشيات لم يكن سوى المرحلة الأولى من الوجود المتزايد للنظام بشكل متزايد في عفرين، والذي سيتم تحقيقه وفقا لشروط النظام وليس كجزء من اتفاق ترعاه روسيا يسمح لتركيا بالحفاظ على المكاسب التي حققتها خلال الشهر الماضي.
وبعيدا عن منطق النظام رجح الكاتب أن تستمر تركيا في تصعيد الحملة في عفرين إلى أن تتحقق من عدم سيطرة وحدات حماية الشعب على المدينة وضمان حدودها، مضيفا إن من السابق لأوانه إن تقبل تركيا بعد شهر من عملية عفرين قبول صفقة تقوي وحدات حماية الشعب في المدينة، لاسيما إن روسيا تقف إلى جانبها، وبالمثل، بدأت الولايات المتحدة في أخذ المصالح التركية على محمل الجد.
ويختم الكاتب تحليله بأن تركيا تقترب من تحقيق ما فشلت طويلا في تحقيقه من خلال الدبلوماسية في واشنطن، ومن الصعب أن نرى لماذا ستقبل الآن شيئا أقل من صفقة تعطل بشكل دائم مشروع وحدات حماية الشعب بالقرب من حدودها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!