ترك برس
حذر مراقبون عراقيون من أن استمرار تدفق الميليشيات العراقية إلى الأراضي السورية لدعم نظام الأسد، واحتمال دخولها في صدام عسكري مع القوات التركية في مدينة عفرين سيؤدي إلى تدهور العلاقات الخارجية لبغداد مع تركيا ومع جوارها العربي.
وبحسب إحصائية أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن عدد مقاتلي الفصائل العراقية الذين دخلوا إلى سوريا بلغ 18 ألف مقاتل، بدأ تدفقهم إلى سوريا مع وصول ميليشيا أبو الفضل العباس مع بداية عام 2012. ويمتد عمل هذا الفصيل إلى الجنوب الشرقي من منطقة السيدة زينب عند مطار دمشق الدولي، الذي يعد المعبر الرئيسي للمقاتلين العراقيين إلى سوريا.
وذكر موقع النور نيوز العراقي أن الميليشيات العراقية ستقاتل إلى جانب جيش النظام في حال اندلعت مواجهة بين دمشق وأنقرة، الأمر الذي قد يقود إلى تدهور العلاقات الخارجية لبغداد مع تركيا.
ونقل الموقع عن مراقبين عراقيين أن أية مواجهة مسلحة للفصائل مع القوات التركية قد تنعكس بالسوء على الوضع الداخلي العراقي، فمع استمرار الأزمات الداخلية في البلاد، تأتي المشكلة المائية التي يعاني منها العراق في الصدارة، وأن تدهور العلاقات مع أنقرة سيقطع أمل الوصول إلى تفاهمات مع الجانب التركي للوصول إلى حلول دائمة حول مياه دجلة والفرات.
وقال النائب في البرلمان العراقي، مطشر السامرائي، إن العراق تمكن خلال الفترة الماضية من النأي ولو نسبيا عن سياسية المحاور، واستطاع أن يخط لنفسه طريقا متوازناً في العلاقات الخارجية يقوم على مصالح البلد، فمن غير المعقول أن يرجع إلى المربع الأول ويتدخل في الدول المجاورة وهو ما يعني أزمة جديدة تطل برأسها على الواقع في البلاد.
ويرى الخبير الأمني والاستراتيجي سرمد البياتي أن أي تطورات في سوريا أو قرب الحدود مع العراق سينعكس بشكل مباشر وسلبي على الداخل العراقي، للارتباطات المعلومة بين العراق وسوريا، وتداخل الملفات فيما بينهم.
وأضاف البياتي أن الفصائل العراقية التي تقاتل في سوريا إلى جانب النظام السوري هي ليست تابعة للحكومة وغير معترف بها من قبل المؤسسة العسكرية العراقية، مؤكدا أن من يقاتل في تلك المنطقة سيتحمل مسؤولية نفسه.
وأشار الموقع نقلا عن مراقبين عراقيين إلى أن وصول أطراف قريبة من الميليشيات الشيعية المسلحة إلى منصب رئيس الوزراء في الانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها في أيار/ مايو المقبل يقود إلى عودة العراق لمربعه الأول من الموقف تجاه الأزمة في سوريا؛ الأمر الذي يحتم على بغداد الاستعداد لانهيار علاقاتها مع محيطها العربي إضافة إلى جارتها تركيا.
وأضاف أن الحكومة الحالية يبدو أنها بدأت تفكر جديا أكثر بالابتعاد عن سياسية المحاور في المنطقة، وهذا التغير سيعقبه أمور قد تؤدي إلى تصاعد الخلاف بين طهران وبغداد، وربما تذهب الحكومة لسحب الفصائل العراقية وإلا معاقبتها، والانفكاك عن دعم النظام السوري؛ من أجل موازنة علاقاتها الخارجية مع الدول الإقليمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!