نصوحي غونغور – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
الكثير منّا شَبَهَ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، في باريس، بأحداث الحادي عشر من سبتمبر.
في الحقيقة، بالرغم من أن طبيعة الهجمتين مختلفة عن بعضها البعض، إلا أن النتائج التي ستحملها ستكون متشابهة.
فمن المتوقع تزايد الجو المشحون المعادي للإسلام، السائد في أكبر دولتين أوربيتين، و انتشاره للدول الأخرى. حيث أن الهجمات التي استهدفت الجوامع في ألمانيا، سرعان ما تحولت لحملات منظمة، بسبب موقف الحكومات الأوربية، التي رأت في تلك التصرفات، بأنه نزاع اجتماعي مألوف.
إن البطالة و الأزمات الاقتصادية ساهمت بشكل كبير، في خلق هذه الفوضى والتصرفات العدائية. لكن ربط الهجمات بهذين العاملين فقط، يعتبر خطأً كبيراً، يعيقنا من رؤية الأيادي الخفية التي تُدير هذه العصابات.
بعد تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول، قامت الدول الكبرى، بحجة محاربة الارهاب، بسفك دماء الكثيرين، في أفغانستان ثم العراق ثم سوريا و اليمن، و ساهمت بنشر الفوضى في مناطق واسعة من العالم. وبينما العالم منشغل بتحديد الارهابي، ومن يدعم من، نشأ تنظيم جديد يدعى داعش.
والهجوم الدامي على صحيفة شارلي إيبدو يهدف إلى استمرار حالة الفوضى تلك ، وتوسيع نطاقها.
في الوقت الذي تبحث فيه روسيا عن سبل التحالف مع العالم الإسلامي، نرى إفلاس السياسات الامريكية في المنطقة، حيث لم تحرك ساكناً هي و حلفائها تجاه الانقلاب العسكري في مصر، ولم تستطع وضع حد للنظام السوري المجرم، وكذلك مع ارتفاع وتيرة الارهاب في العراق.
بالرغم من التحليلات العديدة حول جريمة شارلي إيبدو، من حيث هوية الفاعلين، وطريقة تنفيذ الجريمة، والحركات الاحترافية للمهاجمين. إلا أنه يبدو عملاً مخططاً له، يهدف لشن حملات جديدة على العالم الإسلامي والمسلمين، في المستقبل القريب.
و سترتفع وتيرة هذه الدعايات بشكل سريع، ستؤدي لزيادة الضغوطات على المسلمين، في الدول الأوربية، بغض النظر عن الفاعل، سيتحمل المسلمون أعباء هذه الجريمة.
وربما ستتعدى تلك التصرفات العدائية حدود القارة الأوربية و تنتقل لمناطق أخرى من العالم، أو نشهد تغييرات كبيرة حول الإسلام وعلاقته بالديمقراطية، فمثلاً يمكن للبعض أن يؤيد النظام العسكري المصري، الذي أطاح بالرئيس الشرعي المنتخب، و يرى في ذلك بأنه أمر طبيعي وممتع.
يبدو هذا الهجوم، مقدمة لحملة ممنهجة ضد العالم الإسلامي برمته، ستؤثر سلباً على المسلمين في كل بقاع الأرض، و على طبيعة حياتهم بشكل كبير.
أتمنى أن أكون مخطئً في نبؤاتي هذه، أما في حال صدقت، علينا أن نتصرف بحكمة وعقلانية ونستمد من تجاربنا السابقة، لنتجنب الانجرار إلى الفوضى. لذلك علينا ألا نتأخر في إيصال رسالتنا للعالم، واتخاذ موقف جريء من القضية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس