عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما استمعت إلى خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محافظة سيعرد الشرقية أمس الأول، عدت بالذاكرة إلى ما قبل أعوام.
إلى السنوات التي دخل فيها السجن بسبب قصيدة قرأها. فاز حزبه بالانتخابات عام 2002 لكنه لم يتمكن من المشاركة فيها، بسبب حظر ممارسته السياسة.
لكن أردوغان انتُخب من سيعرد نفسها نائبًا في البرلمان ليطبق مقولة له: "نهض البطل من المكان الذي كبا فيه"، وطبع تركيا بطابعه في السنوات الستة عشرة الأخيرة.
أراد أردوغان، عندما كان رئيسًا للوزراء، زيارة المسرحي نجات أويغور خلال تلقيه العلاج في مستشفى غاتا العسكري، برفقة عقيلته أمينة.
لكن عقيلة رئيس الوزراء مُنعت من دخول المستشفى آنذاك لأنها ترتدي الحجاب. وأعلم جيدًا ما قاله أردوغان على الهاتف لرئيس الأركان في تلك الفترة.
أما اليوم فإن تركيا تخلصت من هذا العار الذي سببه حظر الحجاب.
لم يكن أردوغان يسعى لمحاسبة مع الماضي، على العكس، وضع أهدافًا للمستقبل.
تعديل مجلس الوزراء
قال أردوغان للمتصلين به في 16 أبريل/ نيسان (عقب الاستفتاء) "المهم في الأساس انتخابات 2019".
وأمس الأول أيضًا قال: "انتخابات 2019 ستكون ميلادًا جديدًا"، ولهذا فهو يمسك جيدًا بزمام الأمور. فمن جهة يجري مباحثات مع بوتين، ومن جهة أخرى يشارك في مؤتمرات حزب العدالة والتنمية.
يستعد أردوغان لخوض انتخابات 2019 باستراتيجية مختلفة. فقد اعتبر الفترة التي مرت حتى اليوم فترة تغيير، حيث أجرى تعديلات جذرية في الإدارات المحلية وأفرع الحزب.
كما انه أقدم على واحدة من أهم الخطوات بإقامة تحالف انتخابي مع حزب الحركة القومية. وبقي خطوتان في اختيار الكوادر التي ستنقل الحزب إلى انتخابات 2019.
1- انتخاب لجنة الإدارة المركزية في المؤتمر العام للحزب.
2- تعديل مجلس الوزراء.
ومن المنتظر إجراء تعديلات هامة في مجلس الوزراء وقيادة الحزب. يعمل أردوغان على وضع خطة جديدة من أجل انتخابات 2019، من خلال إجراء تغييرات في حزب العدالة والتنمية وتعزيز التحالف مع حزب الحركة القومية؟
يسعى أردوغان من أجل الفوز في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى بنسبة 60%. ولهذا يستهدف فقط زعيم أكبر أحزب المعارضة كمال قلجدار أوغلو في خطاباته. فقد بنى استراتيجيته لعام 2019 على قلجدار أوغلو.
فكلما تحامل أردوغان عليه زادت حدة تصريحات هذا الأخير، وهذا ما يصب في صالح أردوغان، ويجبر زعيم حزب الشعب الجمهوري على ارتكاب الأخطاء.
الأولوية للاقتصاد
المسار الثاني من خطة عام 2019 يعتمد على الاقتصاد. بدأ أردوغان التركيز خلال خطاباته في الآونة الأخيرة بشكل أكبر على الاقتصاد. فهو يدرك أن الفوز بالانتخابات يمر من تحسين الأوضاع الاقتصادية.
ولهذا أعلن 2018 عام المبادرات والنمو الاقتصادي والتوظيف، وتسارعت الخطوات المتعلقة بالاقتصاد، إضافة إلى إتمام الإجراءات الرامية إلى تحسين ظروف الاستثمار وتقليل حمل الفائدة على القطاع العام.
فلا تنتظروا حزمة واحدة فقط، سيكون هناك تعديلات قانونية توفر مصادر للاقتصاد، ولم يكن قولي إن أردوغان وضع الاقتصاد نصب عينيه عن فراغ.
أما المعارضة فتجري حساباتها من أجل جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية. وأحزابها تتحدث عن مرشح مشترك في مواجهة أردوغان في حال التوجه إلى جولة ثانية.
أعتقد أن على المعارضة مراجعة حساباتها من جديد، لأن أردوغان صال وجال مرتين في حين لم تخرج المعارضة إلى الميدان بعد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس