ترك برس
نشرت وكالة الأناضول التركية صورًا لانطلاق أعمال ترميم المسجد الذي استُخدم في صناعة المدافع والقذائف التي مكنت السلطان العثماني "محمد الفاتح" من فتح القسطنطينية (إسطنبول).
وقالت الوكالة إن العمل يجري على قدم وساق في ولاية "قرقلار إيلي" غربي إسطنبول، لترميم المسجد التاريخي الذي ظل مهملًا لأعوام.
والمسجد التاريخي بٌني في القرن الخامس عشر، مع بدء العمل في "مسبك الفاتح"، الذي شهد تصنيع وصب المدافع والقذائف التي استخدمت في فتح القسطنطينية وأبرزها مدفع "شاهي" العملاق الذي مكن الجيوش التركية المسلمة من خرق أسوار القسطنطينية.
استخدم عمال "المسبك" هذا المسجد لأداء صلواتهم، لكن بعد انتهاء العمل في "المسبك"، لم يعد المسجد مستخدما وتهدمت معظم أجزاؤه، ولم يصل منها إلى وقتنا الحالي سوى جزء من المئذنة، قبل أن يتم ترميمه.
وقال مدير الأوقاف في منطقة أدرنَة عثمان غوناران، إن المديرية العامة للأوقاف بدأت قبل عامين في ترميم المسجد بالاعتماد على الوثائق التاريخية لإعادة بنائه بنفس شكله القديم.
وتوقع غوناران أن ينتهي العمل في المسجد خلال العام الجاري ويفتتح لأداء الصلوات بحلول العام المقبل.
وأشار إلى أن "مسبك الفاتح" يعد من أوائل المنشآت الصناعية في الإمبراطورية العثمانية، حيث افتتح أواسط القرن الخامس عشر، واستمر في العمل بلا توقف حتى نهاية القرن التاسع عشر.
ونُقل عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه بشر بفتح القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، قائلاً: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".
ويحتفل الأتراك خاصة، والمسلمون عامة في 29 مايو/أيار من كل عام، بذكرى "فتح القسطنطينية"، وهي المدينة التاريخية التي فتحها السلطان العثماني "محمد الفاتح" من الإمبراطورية البيزنطية، عام 1453، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.
و"محمد الفاتح" هو سابع سلاطين الدولة العثمانية، توسعت الأخيرة في عهده بسبب الفتوحات التي قام بها واشتهر في جميع أنحاء العالم، واعتبر المؤرخون عهده نقطة انتقالية من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة.
ولد محمد الفاتح في 30 آذار/ مارس 1432، في مدينة أدرنة التي كانت عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وتربى في كنف أبيه السلطان مراد الثاني، الذي تعهده بالرعاية والتعليم ليهيّئه للسلطنة.
أتمّ الفاتح حفظ القرآن، وقرأ الحديث وتعلم الفقه، ودرس الرياضيات والفلك وأمور الحرب، وتعلم اللغات العربية، والفارسية، واللاتينية، واليونانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!