ماركار أسايان – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تعارض أحزاب من أمثال "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" علنًا الانتقال إلى النظام الرئاسي في تركيا. كتبنا وتحدثنا طويلًا عن الأسباب.
لكن لم يقتصر الأمر على هؤلاء اللاعبين السياسيين في إبداء حساسية مرضية تجاه النظام الجديد. فهناك الكثير من الأوساط والشرائح المستترة وعلى رأسها طبقة كبار الموظفين لا تقف عند حد عدم استساغة هذا التغيير، بل تسعى إلى تقويض أسسه.
باختصار هي مواجهة بين القديم والحديث..
هناك أوساط اكتسبت مزايا وضع معين في النظام القديم والمتعفن، وألفت العيش دون محاسبة ودون تحمل مسؤولية، واعتادت إلقاء الحمل برمته على عاتق السياسيين.
من هذه الناحية يسبب النظام الجديد إزعاجًا كبيرًا لهذه الأوساط. ومصالح من يريدون وضع البلاد تحت وصايتهم تلتقي مع المستفيدين من النظام القديم.
يمكن أن يُستقبل ما هو جديد بقلق في معظم الأحيان. ليس من السهل أبدًا استبدال شيء ثابت ومعروف رغم كل مساؤئه بشيء لم تسبق تجربته.
لم تتمكن تركيا على مدى زمن طويل من حل معظم المشاكل الهيكلية على الرغم من المحاولات الكثيرة. كان العنف شديدًا في مواجهة العهود التي سعى فيها مندريس وأوزال وأربكان إلى تحقيق قفزات.
فلم تصل هذه العهود إلى أهدافها، في حين ألحق أنصار الوضع الراهن أضرارًا كبيرة بتركيا. فانقلاب ما بعد الحداثة في 28 فبراير/ شباط 1997 كلف البلاد 350-400 مليار دولار. أما الأضرار التي لحقت بالمواطنين فلا تقدر بثمن مادي.
ينبغي أن لا نستهين أبدًا بقوة النظام المؤسس، وسلطة القوى الخفية أيضًا. على الرغم من كل محاولات المعارضة العقيمة إلا أن انتخابات 24 يونيو ينبغي أن تحمل على محمل الجد.
لأن الصراع السياسي هنا ليس صراعًا عاديًّا، فاصطفاف الفاعلين وحركاتهم تسير بعكس مجرى الحياة الطبيعي. لأن هؤلاء يعتبرون الانتخابات فرصة أخيرة، ويبدون عازمين على اللجوء إلى جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وهم لا يبالون أبدأ بما سيصيب البلاد عقب الانتخابات.
تجاوزنا حتى اليوم الكثير من العوائق الهائلة بفضل إرادة ووعي هذا الشعب. ولا يوجد ما يمكنه الإطاحة بوعي الشعب في مواجهة القوى المكشوفة والخفية. هذا ما سنراه معًا في 24 يونيو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس