سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
بورتوريكو واحدة من الولايات الأمريكية التي تمتلك وضعًا خاصًّا. يحمل سكانها جواز السفر الأمريكي.
لو أن أهالي الجزيرة يتابعون اليوم عن كثب ما يدور في سوريا لا بد أن الأمنية التالية ستمر بخاطرهم: "ليت تركيا جاءت إلى بورتوريكو وأنقذتنا عوضًا عن دخولها عفرين وتحريرها".
ضرب إعصار الجزيرة قبل عام، وأسفر عن دمار كبير فيها.
لا شك أنكم تفكرون الآن على النحو التالي: "تقف قوة الدولة الأمريكية إلى جانب الجزيرة. ما حدث قد حدث، ستبدأ تلك القوة بإصلاح ما فسد"، أليس كذلك؟
الإعصار نفسه ضرب ولاية تكساس بشدة، وتم إصلاح الخراب خلال بضعة أشهر.
أما في بورتوريكو فلم تتوفر الكهرباء بعد لجميع أنحاء الجزيرة حتى اليوم,
يبدو أن البلد الذي يجري بثًّا حيًّا من المريخ، ويحضر منه صخورًا يدرس طبيعتها، عاجز عن تشغيل شبكة الكهرباء في جزيرة.
قوة تركيا
هناك فكاهة متداولة بين الأمريكيين تقول: "إذا كان هناك زنجي وبورتوريكي في سيارة فأيهما يقودها؟ الإجابة بسيطة للغاية، طبعًا شرطي يقودها".
مع أن الأمريكيين البيض لا يقولونها بصوت عالٍ، إلا أنهم لا يحبون البورتوريكيين كثيرًا رغم أنهم مواطنوهم، ولديهم أحكام مسبقة بحقهم.
أتساءل: "بما أن الأمور عادت إلى طبيعتها في تكساس، التي ضربها الإعصار نفسه، ولم تنصلح في بورتوريكو ، فهل يمكن أن تكون هذه سياسة مقصودة من إدارة ترامب، التي تبدو شغوفة جدًّا بكل موقف يتعاطف مع كافة أشكال التمييز العنصري؟".
لنعد الآن إلى سبب اختياري عنوان المقالة..
إذا كان هناك أشخاص متعلمون في بورتوريكو يحاولون متابعة الأحداث في منطقتنا، فلا بد أنهم يفكرون على النحو التالي: "لو أن تركيا جاءت إلى بورتوريكو وخلصتنا عوضًا عن عفرين، لا بد أن حالنا اليوم كان سيصبح أفضل بكثير".
يرد الكثير من التقارير إلى واشنطن من مناطق عديدة نفذت فيها تركيا عمليات في سوريا.
تشير كل هذه التقارير إلى أن "تركيا تعيد إنشاء البنية التحتية التي تهدمت في الحرب، وتمهد الطرق، حتى أنها تمد الكهرباء إلى المناطق التي ظلت محرومة منها على مدى سنوات، وبذلك تحسن ظروف المعيشة الإنسانية".
تلفت التقارير إلى القوة الناعمة لتركيا في المنطقة.
أمريكا لم تجلب سوى الدمار
بلد نجح في بتحقيق ذلك في مكان يعاني من دمار رهيب كسوريا، من المحتمل جدًّا أن ينجح أيضًا في بورتوريكو.
ولو أن ذلك حدث، أنا على ثقة أن تركيا كانت ستطلب من أمريكا ألا تقدم على أي خطوة، وأن تكتفي بعدم التدخل.
المشهد مؤسف جدًّا في بورتوريكو إلى حد أننا مضطرون للحديث عن قوة عظمى تجلب الدمار فقط، ولم تتعلم أبدًا كيف تبني أو تصلح.
عند التفكير بإمكانيات وقدرات الولايات المتحدة فإن وضع بورتوريكو يشكل خيبة أمل كبيرة جدًّا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس