عادل دشيله - خاص ترك برس
أسقط الشعب التركي يوم أمس المؤامرات الخبيثة بطريقة ديمقراطية ابهرت العالم. بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بنسبة87%. هذه هي الديقراطية الحقيقية.
لم يكن يتوقع قادة الثورات المضادة في الوطن العربي وحلفائهم في الغرب أن يفوز حزب العدالة والتنمية وحلفائه في هذه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. دعمت قوى الشر في الإقليم وأيضا قادة الغرب أحزاب المعارضة التركية بالمال والإعلام ....إلخ. كان يتطلع قادة الثورات المضادة وقادة القارة العجوز لهزيمة أردوغان في هذه الانتخابات. لكن، إرادة الشعب التركي بعد الله كانت غالبة. فهم الشعب التركي هذه المؤامرة الخبيثة وتذكر كيف دعمت قوى الشر محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016.
لقد تمت هذه الانتخابات في الوقت الذي كان كوشنير يزور المنطقة من أجل تمرير صفقة القرن، وأيضا إجتماع قادة أوروبا من أجل مناقشة موضوع الهجرة، لكن، في الحقيقة كانوا مجتمعين من أجل دراسة الخيارات البديلة لمواجهة أردوغان في حال فوزه وليس موضوع الهجرة كما ذكرت وسائل الاعلام الغربية.
انتصرت الإرادة التركية على المال المدنس والمؤامرة الصليبية لهذه الأسباب:
أولاً: عرف الشعب التركي أن المرحلة ليست من صالحه في تغيير حزب العدالة والتنمية في الوقت الحالي لأن المنطقة تمر بمرحلة حساسة وخطيرة والأمن القومي التركي مهدد. ولذلك، فضل الشعب التركي انتخاب حزب العدالة والتنمية كي يواجه هذه التحديات.
ثانياً: يريد الشعب التركي من أردوغان أن يكمل مشروعه الاقتصادي والصعود بتركيا إلى مصاف الدول العشرة الأكبر في العالم.
ثالثاً: لم يكن هم أحزاب المعارضة تقديم خدمات للشعب التركي بقدر همها إسقاط أردوغان وحزبه وطرد اللاجئين السوريين، ولذلك رفض الشعب التركي أن يدلي بصوته لقوى همها إسقاط باني تركيا الحديثة.
رابعاً: فهم الشعب التركي المؤامرة الغربية ضد بلدهم خاصة فيما يخص الأزمة المالية قبل الانتخابات التركية من أجل التأثير على الناخب التركي. أدرك الشعب التركي هذه اللعبة ألغير أخلاقية من قبل الغرب ولذلك، رد الصاع صاعين للغرب وأكد لهم من خلال انتخابه الرئيس أردوغان أننا نفهم مكركم وكيدكم ولن ننتخب سِوى من نريد نحن لا أنتم.
خامساً: أراد الشعب التركي أن يرد الجميل للسيد أردوغان كيف لا وهو من انتشل تركيا من وحل الفقر إلى مصافي الشعوب الراقية .
بالإضافة إلى ما سبق، نؤكد أن هذه الانتخابات لم تكن تهم تركيا فحسب بل تهم العالم الإسلامي. كانت تركيا بقيادة العدالة والتنمية تقف إلى جانب المظلومين ولا زالت حتى كتابة هذه السطور. لم ينسى الغلابة في فلسطين والصومال ومصر وسوريا والعراق وميانمار مواقف تركيا النبيلة. كان المظلومون والغلابة والمقهورون يدعون لحزب العدالة والتنمية أن يفوز في هذه الانتخابات المفصلية كي يواصل المسير والوقوف إلى جانبهم. كما أن العالم الإسلامي كان يترقب لنتائج هذه الانتخابات لأنها تهمه.
أظهرت هذه الانتخابات في تركيا وقبلها في توتس وماليزيا أن شعوب العالم الاسلامي تتوق للتغيير وتحن لماضيها المشرق وتتطلع لبناء مستقبل أفضل ولن يكون ذلك إلا من خلال حكم إسلامي يستمد شرعيته من الشعب وليس بالدبابة والمدفع والانقلابات العسكرية.
ختاما... نأمل من المعارضة التركية أن تقبل بالنتائج وأن لا تثير البلبلة وأن تحترم إرادة الناخب التركي وأن تساعد حكومة الرئيس أردوغان كي يحققوا الأمن والسلام والرخاء لبلدهم. كما نأمل من قادة القارة العجوز وحلفائهم في دول المنطقة أن يعرفوا أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن زمن التبعية في تركيا المسلمة قد ولى ولن يعود. كما نأمل منهم التوقف فورا عن دعم الحركات الارهابية في شمال العراق وسوريا.
مبروك لتركيا هذا العرس الديمقراطي ومبروك للعالم الإسلامي فوز حزب العدالة والتنمية التركي . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمشاهدة أعراس ديمقراطية في بلدان الربيع العربي قريبا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس