نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
هناك تزايد ملموس في هجمات "بي كي كي" ضد المدنيين. فالتنظيم قتل في الآونة الأخيرة مدنيًّا في منطقة دوغو بيازيد، وراعيًا وابنه في محافظة ديار بكر.
نفذ التنظيم آلاف الهجمات الإرهابية على مدى 40 عامًا، قتل خلالها آلاف الأشخاص، من بينهم رضع وأطفال ونساء، علاوة على المدرسين والمسؤولين المحليين والأطباء والأئمة والمهندسين.
ويقف التنظيم وراء الكثير من الأعمال الإرهابية بدءًا من تفجير السيارات المدنية، مرورًا بارتكاب المجازر ضد المدنيين، وانتهاءً بحرق الغابات والمدارس وإطلاق النار على الناس.
وكغيره من التنظيمات، يستخدم "بي كي كي" الإرهاب من أجل تقسيم المجتمع وبث الرعب. هذا ليس أسلوبًا تم اختياره بلا تفكير أو موجة عنف عشوائية.
فالتنظيم اعتبر الإرهاب أسلوبًا لا يمكن التخلي عنه في كل مرحلة من مراحل ما سماه "الحرب الشعبية طويلة الأمد" بين عامي 1973 و1995. لكن عندما رأى أنه فشل في تحقيق مراده عسكريًّا غيّر استراتيجيته.
لعب انتهاء الحرب الباردة وتغير الظروف الإقليمية وتدابير الدولة دورًا هامًّا في اتخاذ هذا القرار. ومع الشح في موارد التنظيم الداخلية وتوجيهات الداعمين، ركّز "بي كي كي" على استراتيجية جديدة.
لم يعد "النصر العسكري" هدفًا مطلوبًا تحقيقه، وأصبح الإرهاب والعنف "وسيلة تكتيكية فرعية" تُستخدم "في الوقت الضروري وبالقدر اللازم".
فإذا عجزت هذه الاستراتيجية، وتطلب الأمر إضعاف وتقويض الحكومة وفرض الطاعة على المدنيين، كان من المقرر عندها أن يلجأ التنظيم إلى الإرهاب، تمامًا كما يحدث في هذه الأيام.
يتجنب "بي كي كي" تبني الهجمات الإرهابية ضد المدنيين، ويترك المسؤولية عنها إما إلى تنظيمات "مزيفة" أو يبقيها طي الكتمان.
لكنه هذه المرة اضطر إلى تبني الهجمات، وهذا يدلنا على أن التنظيم يواجه مشاكل "عاجلة ومنهجية" يتوجب عليه تجاوزها.
يتضح لنا أن الاستراتيجية الحالية للتنظيم وصلت إلى طريق مسدود. ويبدو أن هناك أربعة أسباب لذلك.
أولًا، الخسائر المتزايدة التي يتكبدها التنظيم يومًا بعد يوم. ثانيًا، توجه أنشطة التنظيم بشكل كبير نحو سوريا. ثالثًا، السلبيات الناجمة عن التطبيق الحازم للقوانين. رابعًا، أضعفت ثقافة البلد الأمنية التأثير المرجو من الإرهاب. فاستهداف الجيش والشرطة لا يؤثر على قرارات الشارع أو المرجعيات السياسية.
يتصرف "بي كي كي" كبقية التنظيمات الإرهابية، فيقتل المدنيين بهدف توجيه رسائل إلى الآخرين. لكن هذا الأسلوب يذكرنا بـ "العنف والإرهاب" أكثر من "مهارة وقدرة" من أوجدوا التنظيم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس