ترك برس
تناول مقال للمحلل السياسي التركي، سيف الدين إيرول، مدير مركز أنقره لدراسة الأزمات والسياسات، مسارات الأزمة المحتملة في العلاقات التركية الروسية، التي بدأت تلوح في الأفق بعد قمة هلسنكي بين الرئيسين الأمريكي والروسي، والنتائج المترتبة على قيام روسيا بتغيير سياستها حيال تركيا.
ووفقا لإيرول، فإن الروس يحاولون الحصول على أقصى فائدة من الأزمة الحالية بين أنقرة وواشنطن التي وصلت إلى ذروتها، بسبب الخلاف حول قضية القس أندرون برونسون، وهو ما يمكن تسميته بالانتهازية الروسية، على حد تعبيره.
ويضيف أن قمة هلسنكي الأخيرة بين بوتين وترامب حملت كثيرا من الافتراضات، وخصوصاً الكثير من المواقف الروسية التي بدت غير مفهومة من قبل تركيا، وهو ما يعزز الشكوك في النوايا الروسية.
وتابع أنه إذا كان صحيحا أن النوايا الروسية لا تتناسب مع الواقع، حيث ما تزال روسيا تتعاون مع تركيا بشكل كامل في سوريا، فإن التطورات الأخيرة المتمحورة حول مدينة إدلب بشكل خاص، تشير إلى إلى أنه سيكون هناك اختبار جاد للعلاقات التركية الروسية في الفترة القادمة.
كما أن هناك تطورا آخر محتملا يرتبط بالسياسة التي سيتبعها الروس والأسد مع ميليشيات وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، ومدى تعاونها مع نظام الأسد في العملية العسكرية على مدينة إدلب.
وبالإضافة إلى السببين السابقين، يذكر المحلل التركي أسبابا أخرى محتملة للأزمة في العلاقات التركية الروسية تجاه العملية العسكرية القادمة، ومنها الكشف عن مناطق النفوذ في سوريا الجديدة، والبحث عن النفوذ في المناطق الكردية الخاضعة لروسيا، بما في ذلك شمال سوريا، والتي يمكن أن تهدد أمن تركيا من خلال عدد من النتائج غير المرغوب فيها.
وتابع أن القضية الأكثر جوهرية والتي تؤكد على تحرك موسكو الأخير نحو تغيير سياستها بإتجاه أنقرة هو الارتباك في العلاقات التركية الأمريكية ومشكلة الثقة بين حليفي الناتو التي بدأت تظهر نفسها كنتيجة لهذا الارتباك.
ورأى إيرول أن أي خطوة خاطئة من قبل موسكو، تعني قبل كل شيء انتهاء عملية أستانا. وإذا كانت نهاية هذه العملية، تعني على الأقل إضعاف تركيا على يد روسيا، خاصة ضد الولايات المتحدة، فإنه منذ ذلك التاريخ، لن تعود المناطق المحيطة بروسيا مباشرة آمنة بالقدر الذي كانت عليه في الماضي.
وتمنى إيرول في ختام مقاله ألا تقع روسيا في نفس الخطا الذي وقعت فيه الولايات المتحدة، لأن من المفيد للبلدين الحفاظ على التفاهمات التي جرت بعد حزيران/ يونيو 2016، والحفاظ على مسار أستانا، لأنه بخلاف ذلك سيتم فقدان المنطقة بأكملها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!