ترك برس
أجرى وزراء ومسؤولون أتراك كبار مباحثات مكثفة مع نظرائهم الروس في موسكو، حول قضايا ذات اهتمام مشترك بين البلدين، في مقدمتها الأزمة السورية.
وأجرى وزيرا الخارجية والدفاع التركيين مولود جاويش أوغلو، وخلوصي آكار، إلى جانب رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، اجتماعًا مع الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الجمعة.
كما ناقش وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي أكار، في موسكو استقرار الوضع في سوريا بالإضافة إلى مسائل التعاون العسكري التقني بين البلدين، وفق قناة "روسيا اليوم".
وقالت وزارة الدفاع الروسية أن شويغو وأكار، واصلا الحوار التفصيلي حول الوضع في سوريا الذي بدآه في لقائهما الثنائي في موسكو منذ أسبوع والذي سلم خلاله الجانب الروسي لتركيا اقتراحاته حول تسوية الوضع بشمال غرب سوريا.
كما تمت في اللقاء مناقشة المواضيع الحيوية لضمان الأمن الإقليمي ومواصلة تطوير التعاون العسكري التقني بين روسيا وتركيا.
وجرى اللقاء السابق للوزيرين في الـ17 من أغسطس الجاري. وناقشا فيه مسائل تسوية الوضع الإنساني في سوريا بأسرع وقت ممكن، بما في ذلك عودة اللاجئين، بالإضافة إلى مسائل التعاون الثنائي بين وزارتي الدفاع الروسية والتركية.
وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن الحل العسكري في محافظة إدلب السورية (آخر معاقل المعارضة) سيؤدي إلى كارثة.
وتابع: "الهجوم على إدلب سيقضي على مصداقية كل من تركيا وروسيا في القضية السورية، لذا يجب تبديل ذلك بالحديث معًا عن كيفية إزاحة هذه المخاوف، وإحلال الاستقرار هناك".
وأضاف الوزير التركي أن "وزيرا الدفاع الروسي والتركي ناقشا هذه القضية خلال لقاء جمعهما اليوم، وأجهزة استخباراتنا على تواصل مستمر".
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمستوى علاقات بلاده مع تركيا، قائلًا: "علاقتنا مع تركيا تزداد عمقًا وثراءً بمضامين جديدة، والتعاون بيننا يتطور في القضايا الإقليمية والاقتصادية".
وأضاف بوتين: "تمكنّا من إحراز تقدم ملحوظ في تسوية الأزمة السورية بفضل مساهمات روسيا وتركيا إلى جانب إيران والأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة".
وبينما يروج النظام السوري لعملية عسكرية يقول إنها حاليا على قائمة أولوياته العسكرية للسيطرة على إدلب (شمال غربي سوريا)، باعتبارها آخر معاقل الفصائل المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام؛ تعيش المحافظة تدهورا في المشهد الأمني عنوانه الأبرز تفجيرات واغتيالات وعمليات خطف لا يُعلم حتى الآن الجهة التي تقف وراءها.
وبحسب تقارير إعلامية، يجد سكان إدلب أنفسهم في مواجهة خطر انعدام الاستقرار الداخلي الذي يوصف "بالفوضى" الأمنية التي تتحمل مسؤوليتها -بحسب البعض- الفصائل المقاتلة المهيمنة على الأرض، التي تحمّل بدورها مسؤولية ما يقع لخلايا تابعة للنظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى الباحث في العلاقات التركية – الروسية د.باسل الحاج جاسم، أن الوضع في إدلب اليوم مع انتشار المنظمات المصنفة على قوائم الإرهاب لا يرضي تركيا، لكن ما تخشاه هو وقوع كارثة إنسانية هناك، بذريعة وجود تلك المنظمات، خصوصاً بعد حشر كل أصناف المعارضة فيها، بالإضافة إلى كل الرافضين أي تسوياتٍ وتهجيرهم إلى إدلب من باقي المناطق والمدن السورية.
وأضاف الحاج جاسم: "بالتأكيد العواصم الأوروبية الفاعلة أقرب إلى تسوية بإشراف تركي، حتى لا تشهد المنطقة موجة نزوحٍ جديدة، على غرار ما حصل في العام 2015، إلا أن هناك صعوبة كبيرة أمام المهمة التركية، وخصوصاً في ما يتعلق بمصير عناصر هيئة تحرير الشام الأجانب".
وأكّد الباحث، في حديث لصحيفة القدس العربي، أن التفاهمات التركية – الروسية في أفضل أحوالها، وقد تجاوزت كثيراً الملف السوري وتعقيداته.
وذهب الخبير في العلاقات الدولية محمد العطار إلى أنه من المؤكد أن موسكو تعطي الفرصة لأنقرة لمعالجة ملف إدلب والفصائل الجهادية فيها، حيث تشير المعطيات إلى وجود نية علنية لدى موسكو في تحييد منطقة نفوذ تركيا عن الصدام العسكري في إطار الرضى التركي.
وعزا العطار السبب إلى كون العلاقة مع تركيا هي أهم من إدلب بالنسبة لموسكو، لافتاً إلى خطة عسكرية قد تطمح روسيا في تنفيذها على المدى البعيد وهي "دفع كل الفصائل القاعدية ونقل عناصرها إلى منطقة النفوذ الامريكي لمصارعة وجوده هناك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!