ترك برس
أجمع خبراء ومحللون على أن الأوضاع تسير باتجاه التصعيد في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، والتي تنتشر فيها قوات تركية ضمن تفاهمات "أستانة".
ويوم الجمعة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، إن الحل العسكري في محافظة إدلب سيؤدي إلى كارثة.
وأشار تقرير في صحيفة "عربي21"، استنادًا إلى مصادر مطلعة، إلى مواصلة قوات النظام السوري إرسال تعزيزات إلى محيط إدلب استعدادا كما يبدو لعملية عسكرية ضدّ المحافظة التي تعتبر المعقل الأخير للمعارضة المسلحة.
وبحسب التقرير، تواصل قوات النظام السوري أيضا استهداف مناطق في المحافظة بالقصف المدفعي، إضافة لمناطق ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية وغرب حلب.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي السوري حسن النيفي، أن الأوضاع في محافظة إدلب تسير باتجاه التصعيد، حيث لا يوجد هناك رادع حقيقي يحول دون مهاجمة قوات نظام الأسد لإدلب في الوقت الراهن.
وأكد، وفق "عربي21"، أن الوضع القائم في إدلب ما زال مفتوحا على الاحتمالات كافة، خاصة أن نظام الأسد لا يخفي رغبته الشديدة في اقتحام المدينة وريفها والسيطرة عليهما.
ولفت النيفي إلى أن روسيا تشاطر النظام الرغبة لمهاجمة إدلب، ولكن الكابح لهذه الرغبة هو الطرف التركي الذي يرى في شن حرب على إدلب تهديدا مباشرا لمصالحه الأمنية والاقتصادية والاجتماعية معا.
من جهته يرى رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن النظام يسيل لعابه على إدلب، من أجل استعادة كل المناطق المحررة وإثبات نصره العسكري، خاصة أن الروس لا يستطيعون تأهيله وإعادته دوليا دون إعادة سيطرته على كل المناطق والمدن.
ويعتقد بشير أن الحل الدبلوماسي مع تركيا بشأن إدلب تعثر، حيث إن ذريعة روسيا هي جبهة النصرة، التي يبدو أنه يصعب حلها مما يجعل الروس يصعدون عسكريا وهذا مراد النظام.
لكن في المقابل، يرى بشير أن جبهة النصرة هي مجرد ذريعة للهجوم على إدلب، فالنظام والروس عملوا على تجميع كل الفصائل والمقاتلين في إدلب استعدادا لهذا اليوم، لذلك حتى إذا حلت جبهة النصرة نفسها سيجدون ذريعة أخرى للهجوم على إدلب.
وقال بشير: "تركيا في موضع حرج، فالهجوم على إدلب كارثة بشرية ستؤثر على تركيا، والهجوم وشيك"، مضيفا: "تركيا تريد متسعا من الوقت لوضع حد لجبهة النصرة، لكن الروس والنظام في سرعة من أمرهم لشن الهجوم قبل أن يصل الأتراك لحل دبلوماسي".
وأشار المحلل السياسي النيفي إلى محاولة تركيا نزع الذرائع التي يتمسك بها الروس من خلال توحيد معظم الفصائل بما يسمى الجبهة الوطنية للتحرير، حيث كان المراد من هذه الخطوة، عزل جبهة النصرة، ولكن بوتين يريد إحراج تركيا ويطالب بإخراج جبهة النصرة بشكل فوري من إدلب.
وأردف أن هذا الأمر يجعل تركيا أمام خيارين في غاية الصعوبة، فإما شن حرب على النصرة وهذا سيؤدي إلى اقتتال داخلي ضمن إدلب، وسيؤدي إلى فوضى أمنية عارمة ليس من السهل السيطرة عليها، وإما إتاحة المجال للنظام وحليفه الروسي بمهاجمة المدينة، وهذا سيؤدي إلى كارثة بشرية هائلة.
وقال النيفي إن "الأتراك يريدون من روسيا أن تمنحهم المزيد من الوقت للتخلص من النصرة بطرق بعيدة عن الحرب، ولكن الاستعجال الروسي لا يتيح لهم ذلك".
وأضاف: "جبهة النصرة من جهتها تميل نحو التصعيد كعادتها ولكن النتيجة معروفة، ربما يقاتلون في البداية لكن لن يصمدوا أمام الطيران الروسي الذي يحرق الأخضر واليابس، ثم ينسحبون ليأتي النظام ومليشياته وينكل بالسكان المدنيين".
واعتبر بشير أن المعركة ستكون مغامرة كبيرة للنظام، فإدلب ليست الغوطة والمصالحات معدومة، وهناك حزم مع الذين يفكرون بها، وهذا الحشد الهائل من المقاتلين وخصوصا أنه لا مكانا آخر للجوء إليه، فلذلك القتال سيكون هو معركة بقاء، معركة وجود أو عدم وجود".
كما شدد على أن هزيمة النظام في إدلب هي ضياع وفقدان كل ما حققه سابقا واعتبره انتصارا، معتبرا أن الأهم هل سيتحمل النظام ومؤيدوه الخسارة البشرية له في هجومه على إدلب؟
وأوضح بشير أن معركة إدلب ستكون كارثة للجانبين، حيث إن تركيا ستتحمل مسؤولية كبيرة بهذا الهجوم إذا ما تم، منوها إلى التصريحات الأمريكية بالتحذير من استخدام الكيمياوي في إدلب، ما يعني بأن المعركة قادمة.
من جانبه رأى الإعلامي أمين بنّا، أن كل المؤشرات تؤكد تخطيط النظام وروسيا لشن عمل عسكري على محوري الساحل السوري وريف حماة الشمالي، لأنها مناطق لم يتم حسم مصيرها في محادثات أستانة.
الخبير العسكري العقيد أديب عليوي، توقع بدوره أن تقوم قوات النظام بفتح معركة محدودة النطاق الجغرافي في الشمال السوري، من سنجار إلى أبو الضهور وصولا إلى خان شيخون.
وأوضح أنه "بموجب اتفاق أستانة هناك خرائط مرسومة، تنص على فتح الطرق الدولية، ومن بينها طريق حلب- اللاذقية، وهذا الطريق لن يكون محميا إلا في حال تقدم النظام على مناطق عدة من بينها جسر الشغور وسهل الغاب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!