طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
قسمت جريمة خاشقجي الولايات المتحدة إلى قسمين. الرئيس دونالد ترامب المستميت في الدفاع عن السعودية من جهة، والغاضبون من تصرفه هذا من جهة أخرى.
ترامب يركز على المال، ويؤكد عليه بإصرار، والجانب الآخر يكيل له الاتهامات والانتقادات.
نعرف ترامب، لكن من هو الطرف الآخر الذي يتهمه بالظلم وعدم احترام القوانين، وفقدان الشخصية لأنه يسعى للتكتم على جريمة من أجل المال؟
1- معظم وسائل الإعلام كواشنطن بوست ونيويورك تايمز وسي إن إن وإن بي سي وغيرها.
2- السيناتورات: كل الديمقراطيين ومعظم الجمهوريين
3- سي آي إيه: رغم عدم توجيهها الانتقادات لترامب، إلا أن تقريرها دحض طرحه عن اعتقاده ببراءة ولي العهد.
منذ 2 أكتوبر وهذه القوة الكبيرة تقف في وجه ترامب وتلقن العالم درسًا في العدل والقانون مطالبة بـ "إيقاف السعودية عند حدها".
أي أن الإعلام الأمريكي والسيناتورات و"سي آي إيه" يدعمون العدل والقانون ولا يهمهم المال والقوة مثقال ذرة.
يقول ترامب إن "هذه الأموال من أجل بلدي وليست لي"، لكن الطرف الآخر لا يصغي إليه.
الإعلام الأمريكي الذي يوجه العالم، يعطي درسًا في الأخلاق قائلًا: "لا شأن لنا بالمال فهناك جريمة".
بحسب آخر المعلومات فإن ترامب طلب من ولي العهد توقيع اتفاقيات بـ 450 مليار دولار. استثمارات بهذا المبلغ قادمة إلى أمريكا، وفي المقابل سيسعى لتبرئته تمامًا.
قُتل في اليمن 85 ألف طفل، وفي غزة 220 فلسطينيًّا في الأشهر الثمانية الأخيرة، وفي سوريا سقط مئات الآلاف من القتلى، أما في العراق فحصيلة الاحتلال لا تُحصى.
لو أن المسألة تتعلق بالصحفيين، فهم مستهدفون في سوريا وفلسطين باستمرار. قتل الجيش الإسرائيلي في الأعوام الأربعة الأخيرة 26 صحفيًّا فلسطينيًّا على رأس عملهم وهم يحملون ستر كُتب عليها "PRESS".
لكن كل هذه الحوادث لم تجذب اهتمام الأمريكيين بقدر ثلاثي خاشقجي- بن سلمان- ترامب.
ترامب بالطبع ليس بريئًا لكن هل من يتهمونه أبرياء؟ نعلم أنهم ينقمون عليه منذ انتخابه، ولهذا سينتقدونه مهما فعل، لكن في قضية خاشقجي يبدو أن الحسابات مختلفة.
وفي هذه الحالة يتساءل المرء: لم كل هذه الانتقادات والتهجم على ترامب بينما يجهد من أجل بلاده ويسعى لجلب مليارات الدولارات إليها؟
لا تكلف "سي آي إيه" ولا الإعلام الأمريكي والسيناتورات أنفسهم عناء النظر إلى مئات الآلاف من القتلى في البلدان الأخرى، بل كان لهم دور في معظم عمليات القتل، فما الذي حدث الآن حتى أصبحوا "صرحًا في الأخلاق"؟
آلآن فقط تبادرت المواقف الإنسانية إلى عقولهم؟
أم أن ما تابعناه منذ 2 أكتوبر هو عبارة عن مسرحية لعب فيها ترامب دور الشرطي السيئ والآخرون الشرطي الطيب؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس