ترك برس
ناقش خبراء خلال برنامج "من واشنطن" على قناة الجزيرة القطرية، أبعاد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سحب القوات الأميركية من سوريا، فضلًا عن الطرف المستفيد من القرار ومن سيتأثر به.
وفي وقت سابق، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، وقال ترامب في تغريدة له على تويتر "لقد هزمنا تنظيم الدولة في سوريا، وكان ذلك السبب الوحيد لوجود قواتنا هناك خلال فترة رئاستي".
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن قرار سحب القوات اتخذ الثلاثاء الماضي. وأضافت الصحيفة أن الانسحاب سينفذ في أسرع وقت ممكن.
ويرى أستاذ التاريخ في جامعة شاوني بولاية أوهايو عمرو العظم، أن "الانسحاب الأميركي سيكون له تأثير حقيقي وسريع بمناطق الأكراد (وحدات حماية الشعب YPG)، لأن النظام سيجتاحها بأسرع وقت، وستحدث موجة نزوح كبيرة من أدلب تخوفا من دخول النظام بمجرد الانسحاب الأميركي".
وأضاف أن القوات الأميركية عامل توزان لإيقاف النظام عن ارتكاب مجازر بحق الشعب السوري.
ويعتقد مارك كيميت مساعد قائد القوات الأميركية السابق بالعراق، أنه "من الخطأ الاعتقاد بأن انسحابنا من سوريا سيولد فراغا أمنيا، فقد طبقت واشنطن نموذجا مشابها في العراق عبر الدعم اللوجستي وتقديم المساعدات للقوات هناك، وهذا ما سيتم في سوريا ولن يترك الأميركيون الأكرادَ دون تقديم الدعم والمشورة لهم، كما تمت تقوية الجيش العراقي فكان قادرا على محاربة داعش".
ولكن إريك ديفيس أستاذ العلوم السياسية بجامعة راتغرز، يقول إن الخطة الأميركية في العراق كانت واضحة عبر تقاسم السلطة وعدم تركّزها في يد طائفة واحدة، وقد رأينا كيف كانت قوات الحشد الشعبي قوية فقضت على "داعش" بسبب الدعم الأميركي لها أثناء تشكيلها.
وشدد ديفيس على أن الانسحاب الأميركي من سوريا جاء للحفاظ على الجنود الأميركيين من خطر اقتتال وشيك بين المليشيا الكردية والجيش التركي، إذ لن تكون القوات الأميركية في مأمن من هذه الحرب.
وأكد كيميت أنه بقيت مجموعات صغيرة من "داعش" في العراق، وقد دعمت أميركا الأجهزة الأمنية هناك فتم القضاء على الكثير من هذه المجموعات وهذا ما سيتم بسوريا، وأميركا ليست مطالبة بالدفاع عن العراقيين أو السوريين، ولم يعد يوجد خطر على المصالح الأميركية فلذا لا داعي للبقاء في العراق أو سوريا، لأنه سيؤدي لصدام مع إيران صاحبة النفوذ القوي هناك وهو أمر لسنا بحاجة إليه الآن.
ويرى العظم أن الانسحاب الأميركي -سواء من العراق أو سوريا- هدفه هو السماح بعودة النظام الذي سيقمع الشعب، وحتى "داعش" ستعود للسيطرة على المناطق التي كانت تسيطر عليها بسبب الفراغ الذي سيحصل بعد الانسحاب.
وأوضح أن هذا ما حصل في أفغانستان والعراق وسيتم تكراره في سوريا، فالأميركان سيصنعون كارثة جديدة لأن العوامل التي سببت هذه الحرب ما زالت موجودة مع تدمير كل البنى التحتية، وسيصعب علاجها حتى في المستقبل لأن الكارثة ستكون أكبر مما هي عليه الآن.
ويشير ديفيس إلى أن القوات الأميركية الموجودة في العراق أو سوريا مهمتها تدريب القوات المحلية ورفع كفاءتها القتالية لمكافحة الإرهاب والقضاء على "داعش"، ولذا فإن هذه القوات لم تعد تقاتل الآن وسحبها لن يؤثر على الأوضاع في هذه المناطق مع التأكيد على استمرار تقديم الدعم الأميركي للحلفاء بالمنطقة.
ووصف ديفيس حديثَ ترامب عن أن روسيا تدافع عن المصالح العالمية بأنه شيء مضحك لأنه غير منطقي ولا قيمة له، وقال إن هذا السلوك قد يشجع إيران على التمدد في المنطقة.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرر سحب قوات بلاده من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مصادر (لم تسمّها) قولها إن "الرئيس التركي سأل ترامب خلال الاتصال الهاتفي: لماذا لا تزال القوات الأمريكية موجودة في سوريا بعد دحر تنظيم داعش بنسبة 99 بالمائة".
وحسب تقرير الوكالة، فقد "أكد أردوغان للرئيس الأمريكي أن تركيا قادرة على القضاء على الإرهابيين المتبقين بنفسها، دون مساعدة الولايات المتحدة".
وأكدت المصادر أن "ترامب اتخذ قراره بعد مشاورات مع مستشار الأمن القومي جون بولتون، فيما كان الرئيس التركي ما زال على الخط".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!