ترك برس
بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وما أعقبه من استعدادات عسكرية تركيا لشن عملية لطرد الميليشيات الكردية من شرقي نهر الفرات، طرح بعض المحللين إمكانية حدوث صدام بين أنقرة وطهران الشريكين في عملية أستانا، ولا سيما بعد إعلان قوات النظام السوري مساعدة الميليشبات الكردية لمواجهة تركيا.
ويرى المحلل السياسي الإيراني، الدكتور رحمن غاهيرمان بور، أن فرص المواجهة بين تركيا وإيران بعيدة الاحتمال، لأن البلدين اتفقا إلى جانب روسيا على تنفيذ الجانب الأكبر من سياساتها بالطرق الدبلوماسية من خلال محادثات أستانا.
وأضاف بور في مقابلة مع مجلة "Persia Digest": "إذا وقعت أزمة في سوريا، ستحاول الدول الثلاث تبادل وجهات النظر في المقام الأول، مثلما فعلت في إدلب عندما ظن كثير من المحللين أن المحافظة على وشك هجوم عسكري كبير من قبل جيش النظام المدعوم من روسيا وإيران، ولكن المحادثات التي عقدتها الدول الثلاث في طهران أوقفت الهجوم."
وأردف أن الدول الثلاث سعت أيضًا إلى تنسيق أعمالها في مناطق الفرات الشرقية والمناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني والميليشيات الكردية الأخرى، وقد أعلنت تركيا أنها ستتشاور مع روسيا حول إمكانية دخول قواتها منبج.
لكن المحلل الإيراني لفت إلى أن التفاهم بين أردوغان وترامب بشأن انسحاب القوات الأمريكية واستبدالها بقوات تركية يبعث على القلق بالنسبة لإيران وروسيا، على الرغم من عدم وجود دليل على حدوث هذا حتى الآن.
وتابع بور إنه حتى لو تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق ببين أنقرة وواشنطن، فلن يؤدي بالضرورة إلى انهيار محادثات أستانا لأن ذلك يتوقف على مدى استمرار التوافق التركي الأمريكي، علاوة على أن استبدال الجنود الأمريكيين بقوات تركية أو روسية ليس بالمهمة السهلة، لأن الوضع السوري معقد وغير مستقر.
ولفت إلى أن أنقرة إذا تيقنت من عدم بقاء ميليشيا حزب العمال الكردستاني في شرق الفرات نتيجة الضغوط التي تمارسها عليه طهران وموسكو والنظام السوري، فلن يكن هناك سبب لشن عملية عسكرية تركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!