ترك برس
استبعد المعارض السوري، محمود الأفندي، أن تسلم الولايات المتحدة قواعدها العسكرية في شمال سوريا قرب حدود تركيا إلى أي مجموعة عسكرية، لأن ذلك سيلحق ضررا بعلاقات واشنطن مع تركيا أو مع روسيا.
وقال الأفندي في حديث لوكالة سبوتنيك، إن مسألة التسليم المحتمل للقواعد العسكرية الأمريكية هي أحد أكثر الموضوعات المتعلقة بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا حساسية، مشيرا إلى أن الجيش التركي والميليشيات الكردية هما المرشحان المحتملان لتسلم هذه القواعد.
وأضاف أن قرار واشنطن سحب قواتها العسكرية يعقد الوضع في سوريا، لأنه يجعل الأتراك والميليشيات الكردية في صدام ، حيث تقع القواعد الأمريكية الثلاثة في عين العرب "كوباني" ورميلان وصرين وكلها على الحدود مع تركيا.
وأشار الافندي إلى أن تركيا والميليشيات الكردية بوصفهما المرشحين المحتملين لتسلم القواعد العسكرية الأمريكية من المحتمل أن يخلقوا مشاكل لواشنطن في الساحة السياسية.
وأوضح أن تسليم القواعد لتركيا يعني إثارة مواجهة مع روسيا، أحد الضامنين لوقف إطلاق النار السوري، لأنها ستعطي موطئ قدم للمعارضة السورية المسلحة، في حين أن تسليم القواعد لتنظيم "ي ب ك" سيثير المواجهة مع تركيا.
ورجح الأفندي أن يترك الأمريكيون قوة صغيرة في هذه القواعد حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية.
واعتبر الأفندي أن الطلب الأمريكي لتركيا بعدم شن هجوم على الميليشيات الكردية يزيد من تفاقم الوضع، وهو ما تهدف إليه الولايات المتحدة التي لا تسعى لإنهاء الصراع في سوريا.
وكانت القيادة التركية قررت تأجيل الهجوم المخطط له ضد تنظيم "ي ب ك" إلى ما بعد الانسحاب الامريكي، ولكن هذه الخطوة لم تؤد إلى توافق في الآراء بين واشنطن وأنقرة، حيث تبادلت قيادتا البلدين التهديدات المتعلقة بالتطورات المستقبلية في سوريا. وكانت أحدث حلقة في سلسلة التهديدات الأمريكية تهديد الرئيس الأمريكي ترامب بتدمير اقتصاد تركيا إذا هاجمت التنظيم.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها البالغ قوامها نحو 2000 جندي من سوريا منذ أن هُزمت داعش في البلاد. ثم ذكرت وسائل الإعلام أن ترامب قرر سحب القوات فقط بعد أن أكد له أردوغان أن أنقرة ستقوم بإخلاء سوريا من مقاتلي داعش المتبقين.
وأثار إبعاد القوات الأمريكية من سوريا قضية مصير الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة في المنطقة، والتي ينظر إليها من قبل تركيا المجاورة باعتبارها تابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، المدرج كمنظمة إرهابية من قبل أنقرة، جلب المزيد من التوترات في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!